الرواية في حين أن المقرر عند أئمة الرواية خلاف ذلك .
ومها يكن فنحن
على يقين بناء على ما في المخطوط المسمى ب" إعراب القرآن" وعلى ما نجده
في عدد من مصادر الرواية الأخرى وفهارس العلماء من أن أبا محمد عبد الله بن الوليد
الأنصاري الأندلسي هو من جملة مشايخ المؤلف ..
رابعا : أما
الشيخ الرابع والأخير ممن روى عنهم المؤلف في كتابه فهو أبوه ، وأبوه هذا المجهول
عندنا حتى الآن بسنده هذا الذي سنسوقه نقلا عن الكتاب ، وهو مفتاح السر الذي
سيساعدنا على معرفة صاحب الكتاب بعون الله.
إن رواية مؤلف
الكتاب عن أبيه من أكثر الروايات فيه ، فقد أسند عنه في ستة مواضع في الكتاب ، وسنأخذ من هذه المواضع واحدا دليلا على ما تبقى.
قال المؤلف :
" وحدثني أبي عن عمه إبراهيم بن غالب ، حدثنا القاضي منذر بن سعيد ، حدثنا
أبو النجم عصام بن منصور المرادي القزويني ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الرحيم
البرقي ، حدثنا عبد الملك بن هشام ..".
إن هذا السند
يطرح تساؤلا لا مفر من الاهتمام به ، وهو أنه يذكر أن الجد الأعلى للمؤلف اسمه (غالب)
؛ لأن عمّ أبيه هو إبراهيم بن غالب ، وهو يلتقي معه في (غالب) المذكور ، وهذه من
الإشارات القوية التي تبعد نسبة الكتاب عن قوام السنة ، إذا نظرنا إلى سلسلة النسب
الكاملة لقوام السنّة ، فهو : " إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن
طاهر القرشي التيمي الطلحي الأصبهاني ... الخ" فأين اسم (غالب) في سلسلة نسب
المؤلف ، وهو قد ذكره في المواضع المشار إليها في الكتاب.
إن هذه الإشارة
استطاعت أن تقودنا على ما نعتقد أنه الصواب ـ إن شاء الله ـ في نسبة الكتاب إلى
مؤلفه الحقيقي ، ولا يعترينا في ذلك أدنى شك أو ارتياب.
__________________