المولى : السيد ، والمولى : العبد ، والمولى : المنعم ، والمولى : المنعم عليه ، والمولى : ابن العم ، والمولى : واحد الموالي وهم العصبة ، والمولى : الوليّ ، والمولى : الصهر ، والمولى : الأولى ، من قوله تعالى : (اللهِ مَوْلاهُمُ) [الأنعام : ٦٢] أي : أولى بهم ، والمولى : الحليف (١).
وقيل المولى هاهنا : الولي والناصر ، والعشير : الصاحب المعاشر (٢).
قال أبو عبيدة (٣) في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) [الحج : ١١] ، أي : شاكّا ، وأصل الحرف : الطّرف ، ومن كان متطرفا لم يطمئن ولم يثبت وكذلك هذا إنّما عند الله على ضعف في العبادة كضعف القائم على حرف ؛ لأنّه لم يتمكن في الدين.
فصل :
ويسأل عن قوله تعالى : (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) [الحج : ١٣] ،
لم دخلت هذه (اللام) هاهنا ، وأنتم لا تجيزون : ضربت لزيدا؟
وفي هذا للعلماء ثلاثة أجوبة (٤) :
أحدها : أن في الكلام حذفا ، تقديره : يدعو والله لمن ضره أقرب من نفعه ، فاللام على هذا جواب القسم المحذوف.
وجواب ثان : وهو أنّ اللام في موضعها ، وفي الكلام تقديم وتأخير ، والأصل : يدعو من لضره أقرب من نفعه ، وهذا أن (يَدْعُوا) معلقة ؛ لأنّها الذي ضره أقرب من نفعه يدعو ، ثم حذفت (يدعو) الأخيرة للاجتزاء بالأولى منهما ، ولو قلت : يضرب لمن خيره أكثر من شره يضرب ، فحذفت الأخير لجاز ، والعرب تقول : عندي لما غيره خير منه ، كأنه قال : للذي غيره خير منه عندي ، ثم حذف الخبر في الثاني والابتداء من الأول ، كأنه قال عندي شيء غيره خير منه ، وعلى هذا [٦١ / و] قالوا : أعطيتك لما غيره خير منه ، على حذف الخبر.
وقيل : المعنى لمن ضرّه أقرب من نفعه لا يجب أن يدعى ، ف (من) على هذا القول والقول الذي قبله مبتدأ ، والخبر محذوف ، وعلى قول المبرد يكون موضعها نصبا ب : (يدعو).
__________________
(١) ينظر العين : ٨ / ٣٦٥ (ولي) ، ومعاني القرآن للنحاس : ٦ / ٤١٠.
(٢) ينظر النكت والعيون : ٤ / ١١.
(٣) مجاز القرآن : ٢ / ٤٦.
(٤) فصّل القول فيها : الزجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٣ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧. وينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢١٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٣٩٢ ، وسر صناعة الإعراب : ١ / ٤٠١ ـ ٤٠٥ ، والأماني الشجرية : ٤٣٩ ـ ٤٤٥.