ويسأل : من الّذي ألحدوا إليه؟
والجواب : أن ابن عبّاس قال : كان المشركون يقولون إنّما يعلّم محمدا صلىاللهعليهوسلم (بلعام) (١).
وقال الضّحّاك : كانوا يقولون يعلّمه (سلمان) (٢).
وقوله : (لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) يعني به القرآن (٣) ، كما تقول العرب للقصيدة : هذه لسان فلان ، قال الشاعر :
لسان السّوء تهديها إلينا |
|
أجبت وما حسبتك أن تجيبا (٤) |
وقرأ حمزة والكسائي يلْحدُونَ بالفتح ، وقرأ الباقون بالضمّ (٥) وهما لغتان (٦).
قوله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً) [النحل : ١١٢].
قال ابن عبّاس ومجاهد وقتادة : القرية : مكّة (٧).
وقيل : كلّ قرية كانت على هذه الصّفة ، فهي الّتي ضرب بها المثل (٨).
والأنعم : جمع نعمة ، كشدّة وأشدّ ، وقيل : واحدها (نعم) كغصن وأغصن ، وقيل :
واحدها (نعماء) كبأساء وأبؤس (٩).
وممّا يسأل عنه أن يقال لم قال : (لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ،) والجوع لا يلبس؟
والجواب : لما يظهر عليهم من الهزال وشحوب اللون ، فصار كاللّباس.
وقيل : إنّ القحط بلغ بهم إلى أن أكلوا القدّ والوبر مخلوطين بالدم والقراد (١٠).
__________________
(١) تفسير مجاهد : ١ / ٢٥٠ ، وجامع البيان : ١٤ / ٢٣٢ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٣ / ١٠٤. وهو بلعام بن باعر من بني إسرائيل.
(٢) جامع البيان : ١٤ / ٢٣٣ ، وهو سلمان الفارسي رضي الله عنه ، الصحابي الجليل. ينظر ترجمته في الإصابة : ٣ / ١١٨ ـ ١١٩.
(٣) بحر العلوم : ٢ / ٢٥١.
(٤) البيت من شواهد الطبرسي في مجمع البيان : ٦ / ١٩٩ ، وابن هشام في مغني اللبيب : ١ / ١٨١. بلا عزو.
(٥) ينظر السبعة : ٣٧٥ ، والمبسوط : ٢٦٥.
(٦) ينظر الحجة في علل القراءات السبع : ١٦٧.
(٧) جامع البيان : ١٤ / ٢٤١ ، وزاد المسير : ٤ / ٣٦٥.
(٨) معاني القرآن وإعرابه : ٣ / ١٨٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٢٢٦.
(٩) ينظر الصحاح : ٥ / ٢٠٤٢ (نعم).
(١٠) ينظر في هذه المسألة : النكت والعيون : ٣ / ٢١٧ ، ومعالم التنزيل : ٥ / ٤٩.