قيل : للبيان الّذي يجوز معه توهم أتممنا الثلاثين بعشر منها ، كأنّه كان عشرين ثم أتم بعشر فتمّ ثلاثون (١).
قوله تعالى : (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) [الأعراف : ١٤٨].
الاتخاذ : افتعال من الأخذ ، والحليّ : ما كان للزّينة من الذّهب والفضة. وقيل : إنّ العجل عمل من الذّهب والفضة (٢).
والعجل : ولد البقرة القريب العهد بالولادة ، واشتقاقه من التّعجيل لصغره. وهو (العجّول) أيضا (٣).
والجسد : كالجسم ، والخوار : الصّوت.
ويقال : كيف خار العجل ، وهو مصوغ من ذهب؟
وعن هذا أجوبة :
قال الحسن : قبض السّامري قبضة من تراب من أثر فرس جبريل عليهالسلام يوم قطع البحر ، فقذف ذلك التّراب في في العجل ، فتحوّل لحما ودما (٤).
وقال غيره : احتال السّامري بإدخال الرّيح فيه حتى سمع له صوت كالخوار (٥).
وقيل : بل لمّا جمع الحليّ أتى بها إلى هارون عليهالسلام ، فقال له : إنّي أريد أن أصنع بهذا الحليّ شيئا ينتفع به بنو إسرائيل ، فادع الله أن ييسره عليّ ، فدعا الله له ، فأجرى الله تعالى في العجل ريحا حتى خار (٦).
قول تعالى : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) [الأعراف : ١٧٧].
ساء : فعل ماض لا يتصرف إذا أريد به معنى (بئس).
__________________
(١) ينظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٣٠١ ، والنكت والعيون : ٢ / ٢٥٦.
(٢) معاني القرآن للنحاس : ٣ / ٨١ ، والتبيان في تفسير القرآن : ٤ / ٥٤٤.
(٣) المخصص : ٨ / ٣٣.
(٤) التبيان في تفسير القرآن : ٤ / ٥٤٥ ، والدر المنثور : ٤ / ٣٠٧.
(٥) التبيان في تفسير القرآن : ٤ / ٥٤٥.
(٦) ينظر تفسير مجاهد : ١ / ٤٠٠ ، والمحرر الوجيز : ٢ / ٤٥٥.