قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

النّكت في القرآن الكريم

النّكت في القرآن الكريم

النّكت في القرآن الكريم

تحمیل

النّكت في القرآن الكريم

174/616
*

نحو : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) [الأعراف : ١٨٧]. فهذه خمسة أقوال للعلماء.

ويقال : ما معنى : (فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ)

والجواب : أنهم يحتجون به على باطلهم (١).

فإن قيل : ففيمن نزلت؟

والجواب : نزلت في وفد نجران لما حاجوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فقالوا :

أليس هو كلمة الله وروحا منه ، فقال : بلى ، وقالوا : حسبنا ، فأنزل الله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) [آل عمران : ٧] ثم أنزل : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ)(٢) [آل عمران : ٥٩].

وقيل : بل كل من احتج بالمتشابه لباطله ، فالآية فيه عامة ـ كالحرورية والسبئية ، وهو قول قتادة (٣).

ومما يسأل عنه الملحدون هذه الآية ، وذلك أنهم يقولون : لم أنزل في القرآن المتشابه والغرض به هداية الخلق؟

والجواب : أنه أنزل للاستدعاء إلى النظر الذي يوجب العلم دون الاتكال على الخبر من غير نظر ، وذلك أنه لو لم يعلم بالنظر أن جميع ما أتى به النبي عليه‌السلام حق لجوّز أن يكون الخبر كذبا وبطل دلالة السمع (٤).

فصل :

ومما يسأل عنه أن يقال : ففي أي شيء يقع المتشابه؟

قيل : في أمور الدين ، كالتوحيد ونفي التشبيه (٥) ، ألا ترى أن قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) [الأعراف : ٥٤] يحتمل في اللغة أن يكون كاستواء الجالس على سريره ، ويحتمل أن يكون بمعنى القهر والاستيلاء (٦) ، كما قال الشاعر :

__________________

(١) ينظر جامع البيان : ٣ / ٢٤١ ، وتفسير القرآن العظيم : ١ / ٣٥٣ ، وفتح القدير : ١ / ٣١٥.

(٢) جامع البيان : ٣ / ٢٤٢ ، وأحكام القرآن : ٢ / ٧ ، وأسباب نزول الآيات : ٦٧.

(٣) التبيان في تفسير القرآن : ٢ / ٣٩٩ ، ومجمع البيان : ٢ / ٢٤١. الحرورية : الخوارج. والسبئية : أتباع عبد الله بن سبأ.

(٤) وضح هذا السمرقندي في بحر العلوم : ١ / ٢٤٧ ، والزركشي في البرهان : ٢ / ٧٥ ، والزرقاني في مناهل العرفان : ٢ / ٢٠٣.

(٥) ينظر دفع شبه التشبيه : ١٢١ ، وصفات الرب جل وعلا : ٢٦.

(٦) ينظر الصحاح : ٦ / ٢٣٨٥ (سوا) ، واللسان : ١٤ / ٤١٤ (سوا).