أَوْ قائِماً) [يونس : ١٢] ، أي : دعانا مضطجعا (١).
ويسأل عن اللام في قوله : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) على ما عطفت؟
وفيه جوابان :
أحدهما : أنها معطوفة على الجملة ؛ لأن المعنى شرّع لكم ذلك ، فأريد منكم ولتكملوا العدة ، ومثله : وكذلك (نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام : ٧٥] أي : وليكون من الموقنين أريناه ذلك (٢).
والوجه الثاني : أن يكون على تأويل محذوف دلّ عليه ما تقدم ، كأنه لما قال : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) قال : فعل الله ذلك ليسهل عليكم ، ولتكملوا العدة (٣).
قال الشاعر :
بادت وغير آيهنّ مع البلى |
|
إلّا رواكد جمرهنّ هباء |
ومشجّج أمّا سواء قذاله |
|
فبدا وغيّر ساره المعزاء (٤). |
فعطف على تأويل الكلام الأول ، كأنه قال : بها رواكد ومشجّج. وهذا قول الزجاج (٥) ، والأول قول الفراء (٦).
ورفع قوله : (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) بالابتداء ، والخبر محذوف ، كأنه قال :
فعليه عدة من أيام أخر (٧). ويجوز النصب في العربية على تقدير : فليعدّ عدة أيام أخر
__________________
(١) جامع البيان : ٢ / ٢١٢ ، والتبيان في تفسير القرآن : ٢ / ١٢٥ ، ومجمع البيان : ٢ / ١٣.
(٢) معاني القرآن وإعرابه : ١ / ٢١٩.
(٣) ينظر إعراب القرآن لأبي طاهر : ٢٧٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه : ١ / ٢٢٠ ، والمحرر الوجيز : ١ / ٢٥٥.
(٤) اللبيتان للشماخ بن ضرار في ملحق ديوانه : ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، وهو في شرح أبيات سيبويه : ١ / ٣٩٦ ، وأساس البلاغة : ٤٣٣ ، وبلا نسبة في الكتاب : ١ / ٨٨. رواكد : الأثافي ، مشتق من ذلك لركودها. اللسان : ٣ / ١٨٤ (ركد). مشجّج : الوتد لشعثه. اللسان : ٢ / ٣٠٤ (شجج). القذال : فوق فأس القفا (أعلاه). العين : ٥ / ١٣٤ (قذل). المعزاء : الأرض الغليظة الصلبة ، ذات الحجارة ، والجمع أماعز. اللسان : ٥ / ٤١١ (معز).
(٥) معاني القرآن وإعرابه : ١ / ٢١٩.
(٦) معاني القرآن للفراء : ١ / ١١٣ ، وهو رأي الأخفش أيضا في معاني القرآن : ١ / ١٥٩.
(٧) معاني القرآن للفراء : ١ / ١١٢ ، والتبيان في إعراب القرآن : ١ / ١٥٠.