ثانيهما : ان مفهوم قولنا : كل غنم سائمة فيه الزكاة ، ليس كل غنم معلوفة فيه الزكاة.
ورد بعضهم على صاحب ـ لم ـ حيث ادعى ان مفهوم : كل حيوان مأكول اللحم يتوضأ من سؤره ويشرب. لا شىء مما لا يؤكل لحمه يتوضأ من سؤره ويشرب «بان هذه دعوى لا شاهد له عليها من العقل والعرف».
وانت خبير بأن ذلك التوهم نشأ من جعل المفهوم نقيضا منطقيا للمنطوق ، وذلك فى غاية البعد لاختلاف الموضوع ، ولذلك يتصادقان (١).
فالحق هو ما فهمه صاحب لم فان الحكم المخالف فى جانب المفهوم انما يستفاد من جهة القيد فى المنطوق ، فكل قدر ثبت فيه القيد وتعلق به من افراد الموضوع يفهم انتفاء الحكم بالنسبة الى ذلك القدر وإلّا بقى التعليق بالنسبة اليه بلا فائدة. فمفهوم قولنا : كل غنم سائمة فيه الزكاة لا شىء من المعلوفة كذلك ، فان وجوب الزكاة معلق على سوم كل غنم فيرتفع بمعلوفية كل غنم.
«الثالث»
«مفهوم الغاية»
الحق ان مفهوم الغاية حجة وفاقا لاكثر المحققين.
والظاهر انه اقوى من مفهوم الشرط ، ولذا قال به كل من قال بحجية مفهوم الشرط ، وبعض من لم يقل بها.
والمراد بالغاية هنا النهاية ، فتعليق الحكم بغاية يدل على مخالفة حكم ما بعد النهاية لما قبلها وذلك.
__________________
(١) يعنى ان اختلاف الموضوع فى طرفى المنطوق والمفهوم وتصادقهما معا دليلان على ان المفهوم لا يمكن ان يكون نقيضا منطقيا للمنطوق لاشتراط اتحاد الموضوع فى التناقض ، مع انه لا بد ان يستلزم من صدق كل واحد من النقيضين كذب الاخرى.