ثم ان العلة قد تكون فاعلية وقد تكون غائية وقد تكون غيرهما وكلها داخل فى المبحث ، فقول الشارع : اذا وجدت طعم النوم فتوضأ. يدل على ان العلة فى وجوب الوضوء هو النوم ـ وكذا غيره من الموجبات ـ.
وكذلك «اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ...» يدل على ان الصلاة علة غائية وكذلك يحرم الخمر لانه (لانها ـ ظ) مسكر و «ماء البئر واسع لا يفسده شىء ... لان له مادة» تدل على ان العلة مادية تقتضى عدم التنجيس وبأدنى تأمل يظهر لك وجه التعدى وطريقته فى كل موضع ، فالتعدى فى الاولين من المخاطب بالوضوء والصلاة الى غيره اذا حصل فيه العلة وفى الثالث من الخمر الى كل مسكر وفى الرابع من البئر الى ماء الحمام ـ ونحوه ـ.
ثم ان العلة قد تكون علة لنفس الحكم ـ من حيث هو ـ فلا يتخلف عنها اينما وجدت ولا يثبت بدونها ـ ابدا ـ.
وقد تكون علة (١) لتشريع عبادة وتأسيس اساس ، وذلك لا يستلزم تلازم العلة مع جميع افراد تلك العبادة والاساس. ومن هذا القبيل تعليل غسل يوم الجمعة برفع ارياح الآباط. وتسنين العدة لاجل عدم اختلاط المياه
«تنبيه»
لمعرفة العلة طرق مقررة مضبوطة فى مظانها وحاصل الكلام :
ان العلة اما ان تستفاد من الشارع من اجماع ـ بسيط او مركب ـ او كتاب او سنة ، او من غيره.
__________________
(١) وهى المسماة بالحكمة.