واما الانشاء فانه يثبت ـ بنفسه ـ نسبة بالتفات الذهن اليها وايقاعها ويوجد الحكم بنفس الكلام (١) فلا ينافى جواز التعليق بشىء مثل ان يقول رجل لزوجته : ان كلمت فلانا فانت على كظهر امى فان الظهار وان كان لا يحصل بمجرد النطق لكن الحكم الحاصل من هذا اللفظ يحصل به وحيلولة حائل عن اثره وتأخيره عن المؤثر لا ينافى حصوله به.
ومن هذا القبيل صيغة الاجارة مع تأخر زمان الاجارة عن الصيغة وصيغة الامر المعلق على شرط.
«تنبيه»
المشهور ان الصدق والكذب من خواص النسبة الخبرية ـ دون التقييدية ـ مثل يا زيد الفاضل وغلام زيد وقيل : بعدم الفرق.
والتحقيق على ما ذكره بعض المحققين ـ ان النسبة فى المركبات الخبرية تشعر من حيث هى ـ بوقوع نسبة اخرى خارجة عنها ، ولذا احتملت ـ عند العقل ـ مطابقتها ولا مطابقتها.
واما النسبة فى المركبات التقييدية فانما اشعرت بذلك من حيث ان فيها اشارة الى نسبة خبرية.
بيان ذلك انك اذا قلت : زيد فاضل. فقد اعتبرت بينهما نسبة ذهنية على وجه تشعر ـ بذاتها ـ بوقوع نسبة اخرى خارجة عنها وهى : ان
__________________
(٢) وبعبارة اخرى هو ما لا يحصل مضمونه ولا يتحقق إلّا اذا تلفظت به وبعبارة ثالثة كلام لا يحتمل صدقا ولا كذبا لذاته أى مع قطع النظر عن ما يستلزمه فإن افعل يستلزم خبرا هو انا طالب منك الفعل ـ وكذا لا تفعل ـ لكن كل هذا ليس لذاته وسيأتى التصريح به فى المتن ،