الفضل ثابت له فى نفس الامر لكن تلك النسبة الذهنية لا تستلزم تلك النسبة الخارجية استلزاما عقليا فان كانت النسبة الخارجية واقعة كانت الاولى صادقة وإلّا فكاذبة. واما اذا قلت : يا زيد الفاضل. فقد اعتبرت بينهما نسبة ذهنية على وجه لا يشعر من حيث هى بان الفضل ثابت له فى الواقع بل من حيث ان فيها اشارة الى معنى قولك : «زيد فاضل».
فالنسبة الخبرية تشعر من حيث هى بما يوصف باعتباره بالمطابقة واللامطابقة.
واما التقييدية فتشير الى نسبة خبرية.
والانشائية تستلزم نسبا خبرية.
فهما بذلك الاعتبار يحتملان الصدق والكذب واما بحسب مفهومهما فلا.
«المبحث الثانی فی»
«الخبر المتواتر»
الخبر ينقسم الى متواتر وآحاد
اما التواتر فعرفه الاكثر بانه خبر جماعة يفيد ـ بنفسه ـ القطع بصدقه.
والاولى ان يقال : انه خبر جماعة يؤمن تواطئهم على الكذب عادة.
واختلفوا فى العلم الحاصل (منه) فالمشهور انه ضرورى وقال الكعبى وابو الحسين انه نظرى.
والاقرب التفصيل فان المتواترات على قسمين :
منها ما يحصل بعد حصول مباديها اضطرارا كالمشاهدات وضروريات الدين ووجود مكة وامثال ذلك.
ومنها ما هو مسبوق بالكسب كالمسائل العلمية التى لا بد ان يحصل التتبع فيها من جهة ملاحظة الكتب وملاقاة اهل العلم والاستماع منهم ولا ريب ان التتبع واستماع الخبر يتدرج فى حصول العلم فيلاحظ حينئذ المقدمات ويحصل له القطع بمضمونها فهذا متواتر نظرى.