يشار بها إلى رسل الله «لذلك أيضا قالت حكمة الله إنى أرسل إليهم أنبياء ورسلا».
٣ ـ فى الرسالة الثانية إلى أهل كورنتس (٨ ـ ٢٣) ، والرسالة إلى أهل فيلبى (٢ ، ٢٥) يقصد بها مبعوثى الكنيسة ، ولو كان فعلا لمحمد أن يطلع على فكرة الرسل المبعوثين للشعوب لفعل ذلك متأثرا باليهود وليس بالمسيحيين!.
ولا نريد أن نقول إن محمدا أخذ فكرة رسل الله عن أحدهما دون الآخر ، ولكن على العكس ، فإننا نريد أن نؤكد أنه لم يتعلمها من أى منهما.
والدليل أن مفهوم رسل الله مختلف تماما عن «شالوه» العبرية عن (Apostolos) الإغريقية ، إنه مختلف عن الشالوه عند اليهود لأن الرسول ليس فقط مبعوث من عند الله لإعلان أو نقل أمر ، ولكن يجب أن تكون له مهمة تستغرق حياته وهى إعلان دين بتبليغ كتاب مقدس ، إنه أكثر من مجرد نبى لأن النبى لا يأتى بكتاب مقدس ، ولذلك يقول علماء التوحيد المسلمون : إن الفرق بين الرسول والنبى يكمن فى أن الرسول هو من أرسله الله بدين جديد وكتاب مقدس ، هو المعبر عن هذا الدين ، بينما النبى هو الذى ليس له مهمة إلا البشارة والإنذار ، بينما كلمة (الشالوه) العبرية تعنى المرسل إلى شخص بعينه ، لكن كلمة رسول فى الإسلام تعنى المرسل إلى أمة ، وفيما يتعلق بالرسول فى الأناجيل والكنيسة المسيحية بصفة عامة ، فإن الرسل الاثنى عشر ليسوا مرسلين من قبل الله «الأب» ولكن من قبل السيد المسيح ، وهذا هو أول فرق بينهم وبين الرسل فى الإسلام ، والفرق الثانى هو أن أيا من هؤلاء الحواريين الاثنى عشر لا يحمل أى كتاب خاص ، ولكن كلا منهم بلا تفرقة يبشر بنفس الدين ويبلغ نفس الخبر ، إذا فمعنى الرسل فى الإسلام مختلف تماما عن معنى الحواريين فى المسيحية ، وهذا يشرح لما ذا لم يسم القرآن الحواريين الاثنى عشر «رسل» «جمع رسول» فلم يكونوا إلا تلاميذ للمسيح ، وحواريون مفرد حوارى ، وحسب رأى نولدكه «كلمة حوارى مقتبسة من الكلمة الإثيوبية (نولدكه ـ مقاله حول علم اللغات السامية