ص (٤٩)» وفى المعاجم العربية ، توجد تفسيرات مختلفة ، والمقبول منها هو ما يؤكد أن الحوارى هو المخلص أو الأمين جدا ، ويسوق كلاما للنبى محمد يقول فيه : الزبير بن العوام ابن عمتى حوارى ، ومن أهل بيتى ، أى أنه أحد الأقربين إلى من بين أصحابى أو من بين المؤمنين ، أو مساعدى «معينى ـ تاج العروس ، المجلد الثانى ص (١٠٣) ط. الكويت» ولذا أطلق على المؤمنين بمحمد الحواريين ، ويقال أيضا الحوارى هو : النصير عامة ، أو الصديق الحميم ، أو المؤمن «المرجع السابق» ، وفى هذا المعنى استعملت كلمة حواريين فى القرآن لتعنى المؤمنين بعيسى المسيح ، وذلك فى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(١).
وتكفى بعض الإشارات لتوضيح الأهمية القصوى لفكرة الرسل فى القرآن وهى :
(أ) ذكرت كلمة رسول (١٤٦) مرة فى القرآن وأغلبها يتعلق بالنبى محمد صلىاللهعليهوسلم.
(ب) كلمة «رسوله» أى محمد «رسول الله» وردت (٨٤) مرة ، ورسولنا (٤) مرات.
(ج) مفهوم رسول فى الإسلام أكثر أهمية منه فى اليهودية والنصرانية ، ولذلك فمن العبث أن نعقد مقارنة فى هذا الموضوع بين المسيحية والإسلام والأكثر عبثا أن نزعم أن الرسول استعار مصطلح رسل من المسيحية.
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية (٥٢).