ويقال أيضا أنه لم يجمع أو يحرر من قبل ، الصابئين إلا لينهضوا أمام سلطة المسلمين باعتبارهم ضمن أهل الكتاب وتكون لهم نفس معاملة اليهود والنصارى فى الإسلام.
ومن ناحية أخرى لا يعترف الصابئون بالأنبياء لأن الأنبياء بشر لهم كل الصفات البشرية ، ويقول : الشهرستانى ص (٢٠٤) ، تقول الصابئة : إن الأنبياء مثلنا فى النوع ولهم نفس شكلنا ونشاركهم فى المادة ، وهم يأكلون ما نأكل ويشربون ما نشرب ولهم نفس هيئتنا ، إنهم بشر مثلنا فلما ذا إذا نطيعهم؟ (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)(١) ، وتلك هى قضيتهم «المرجع السابق» إذا كانت هذه قضيتهم فيما يتعلق بالنبوة فكيف يضعهم محمد على قدم المساواة مع اليهود والنصارى؟ ، وبمراجعة الآية (٣٤) من سورة المؤمنون لما ذا يقول الليث «انظر رقم (٢) Supra ذكره الأزهرى فى «التهذيب» والفيروزآبادي فى «القاموس» يقول الليث : يزعم الصابئون أنهم على دين نوح ، لأنهم بعد عرض قصة نوح ، يتحدث القرآن عن جيل تال لقوم نوح أرسل إليهم رسول دعاهم إلى عبادة الله ، ولكن قومه رفضوا الانصياع لنعمه ولم يؤمنوا قائلين : (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ ، وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ* وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)(٣).
وهناك جمة ثانية تعارض أن الصابئين المقصودين فى آيات «المائدة (٦٩) والبقرة (٦٢)» هم الذين يدعون أنهم على دين نوح ، لأن القرآن نعى عليهم بينما قال خيرا عن المقصودين فى الآيتين «المائدة (٦٩) والبقرة (٦٢).
وعلى ذلك تكون مشكلة تحديد الصابئين المقصودين فى هاتين الآيتين وأية الحج (١٧) قد أصحبت معقدة جدا ، لأنهم ليسوا هم الصابئة الذين وصفهم الشهرستانى ولا أتباع نوح حسب رأى الليث عند الأزهرى والفيروزآبادي.
__________________
(١) سورة المؤمنون ، آية (٣٤).
(٢) سورة المؤمنون ، آية (٣٤).
(٣) سورة المؤمنون ، آية (٣٣ ، ٣٤).