يجدر بنا أن نوضح هنا أن نص كاردى فو ملىء بالخلط كالتالى :
(أ) الخلط بين الطوائف المعمدنية وبين من يعبدون الكواكب.
(ب) الخلط بين التعميد والتعاليم المعمادية والوضوء المطلوب لكل صلاة فى الإسلام.
(جـ) الخلط بين قصص الأنبياء فى القرآن ، وقصص الأنبياء المحكى فى كتب المعمادنين المقدسة وخاصة كتابهم الكبير «الجنزا» (Ginza).
لندع إذا جانبا افتراضات كاردى فو ونلتفت فقط إلى الآراء الموجودة فى الباب بعالية.
كون النبى محمد صلىاللهعليهوسلم قد سمع عن المندائية فهذا أمر محتمل ، ويمكن أن يكون قد عرفها من سلمان الفارسى الذى كان على دراية بالتعاليم الدينية المنتشرة فى بلده الأصلية «فارس» «انظر ـ ماسينيون ـ سلمان ـ باك ـ باريس (١٩٣٠ م) ترجمتنا لها إلى العربية ، القاهرة (١٩٣٧ م) تحت عنوان «شخصيات قلقة فى الإسلام» إذا اسم الصابئين أتى من كلمة «ماس بوتا» بمعنى تخمر فى الماء ، وهو شعيرة أساسية عند المندائيين.
ولكن من الصعب أن ينتشر هذا المصطلح بالعربية ، لأن فى العربية كلمة «صبا» تعنى أساسا «تخلص من» ، ثم تعنى استعارة «تخلص من دين ليعتنق دينا آخر ، واسم الفاعل منها «صابئ» وجمع المذكر السالم «صابئون» ، وكذلك يشرح أبو اسحاق معنى كلمة «صابئين» فى القرآن بمعنى : الذين تركوا دينهم واعتنقوا دينا آخر «انظر الزبيدى ـ تاج العروس ، مادة صبأ ج (١) ص (٣٠٧) مطبعة الكويت» ولكن من أية منطقة جاءت؟ من اليهود أم من النصارى ، وكما قال : ك ـ كولب فى مقال نشر فى الموسوعة تحت عنوان «الدين منذ فجر التاريخ حتى الوقت الحاضر جزء (٤) مادة «معمد» ص (٧١١) يقول : «أصل المندائيين يستلزم البحث بين التعاليم المعمدانية الموروثة من اليهود والنصارى وهم طوائف موجودون فى المناطق الحدودية بين سوريا وفلسطين ، وهذا ينطبق على اللفظ النعتى «صب» بدلا