أى تهيؤات دفعت هيرشفيلد ليعتقد بأن هذه الآيات الأربعة الغنية بالأفكار إنما هى صدى لهذه الكلمات القليلة من المزمور (١٠٤) ، الآية (٢٩).
إن القرآن الكريم هنا يتناول قضية بعث الموتى ويعلن أن ذلك ممكن ما دامت الأرض تعود حية بعد موتها بفعل نزول المطر بمشيئته سبحانه وتعالى أما المزمور فلا يتحدث إلا عن أن الله يرسل العاصفة على البشر ويموتون ... إن القرآن الكريم يتحدث عن بعث الموتى ، بينما يتحدث المزمور عن الموت مطلقا فالقرآن والمزمور هنا مختلفان كلية أو على الأقل يتحدثان عن أشياء مختلفة كلية.
(ز)
سورة النحل الآية (٤٢) : (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). |
المزمور (١٠٤) الآية (٢٧) : «كلها إياك تترجى لترزقها قوتها فى حينه». |
إن النصين لا يتحدثان عن نفس الشيء ... القرآن الكريم يتحدث عن الصبر والإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى ، بينما يتحدث المزمور عن الأمل الذى عند الناس فى أن يمنحهم الله غذاءهم فى الوقت الذى يريده ويتحدث القرآن عن المثل العليا والفضائل التى يجب أن يتحلى بها المؤمنون ، بينما لا يفكر المزمور إلا فى حاجات البطون.
(ح)
سورة النحل الآية (٤٩) : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ). |
المزمور (١٠٤) الآية (٣٣) : «أغنى للرب فى حياتى أرنم لإلهى ما دمت موجودا». |
ليس هناك علاقة بين النصين ، لأن القرآن الكريم هنا يتحدث عن كل المخلوقات فى السموات وفى الأرض وكذلك عن الملائكة ويؤكد أنهم كلهم يسجدون لله عزوجل ، وفى المزمور فرد واحد فقط هو الذى يمدح الله ... بينما فى القرآن كل الخلق يمدحونه سبحانه ... يا لها من فردية فى المزمور ويا لها من عالمية فى القرآن.