(ز) وهناك افتراض ثالث ذكره د / هربلوت فى «المكتبة الشرقية» (ص ٥٨٣) ، وهو أن مريم من عائلة عمران والد موسى وهارون لأنها تنحدر من جهة أمها حنة من عائلة هارون أى من العائلة الكهنوتية فيما يقول الإنجيل «الياصبات» قريبة «مريم» (أنظر لوقا ١ ـ ٣٦) ، وهى منحدرة من عائلة هارون (انظر ، لوقا ١ : ٥) وهذا هو رأى بعض مفسرى القرآن المسلمين.
(ح) يضيف هؤلاء المفسرون أن عمران والد مريم كان ابن ماثان وبالتالى فهو عمران آخر غير والد مريم أخت موسى وحسب قولهم يكون عمران هذا هو المعروف عند المسيحيين «بيواقيم» زوج القديسة حنة ووالد مريم العذراء أم السيد المسيح إذا فهناك عمرانان الأول والد مريم أخت هارون وموسى والثانى والد أم السيد المسيح.
(ط) يذكر رولاند هذه الافتراضات الأربعة دون أن يرجح أيا منها لأنه ليس منها ما هو مؤكد ولكن المؤكد لديه أنه لا يمكن الطعن على القرآن بأنه قال أن مريم أم المسيح هى أخت موسى إذا فلا يمكن أن يستخرج أعداء القرآن والإسلام شيئا من هذا القول القرآنى «يا أخت هارون» وكل الاتهامات القائمة على هذه الآية محل شك ولا أساس لها من الصحة.
مناقشة هذه الافتراضات الأربعة
لو ناقشنا هذه الافتراضات الأربعة عن كثب فسنجد الآتى :
١ ـ الاحتمال الأول وهو أن مريم أم عيسى كان لها أخ يسمى هارون وأنه غير مذكور فى الوثائق المسيحية أو (اليهودية) ، وأن القرآن وحده هو الذى ذكر اسمه ، هذا الافتراض وإن كان غير مستحيل فى ذاته إلا أنه يفتقر إلى أى مستند آخر لإثباته.
٢ ـ الافتراض الثانى وهو أن مريم أخت موسى وهارون عاشت كمعجزة لمدة أكثر من خمسة عشر قرنا لتصبح أم عيسى فهذا افتراض عبثى بلا شك.
وأيضا لم أجده بخط أى مفسر للقرآن ، ويمكن أن نتساءل هنا لما ذا يصنع