ليس فقط لقول الحقيقة باختصار فيما يخص (العقيدة) ، ولكن أيضا لتصحيح بعض ما قيل من خطأ فى هذا الصدد (الترجمة السابقة ص ٦٨ ، ٦٩).
ح ـ مريم ـ يا أخت هارون : [الافتراضات الاربعة]
من بين الأربعين سؤالا الذين أثارهم رولاند فى كتابه هناك السؤال ١٩ :
هل صحيح ما جاء فى القرآن من أن العذراء أخت هارون؟ وهو السؤال الذى سنوضحه فيما يلى نظرا لأنه مثار إلى يومنا هذا ، وقد جاء فى نص رولاند اللاتينى ما يمكن تلخيصه كالآتى :
(أ) يزعم أن محمدا يؤكد فى القرآن أن مريم أم السيد المسيح هى أخت هارون وموسى.
(ب) هذا الاتهام موجود أيضا عند يوحنا الدمشقى فى كتاب Haeresibus De (الطوائف) ، وقد كرره نيقولا دى كوزا فى كتابه «غربله القرآن» وكذلك جان أندروس فى كتابه «التعاليم المحمدية المبهمة» ، وكذلك هورئبك واثيمويس زيجابينوس وكثيرون آخرون والذين يقدمون هذه المفارقة التاريخية على أنها ركيزة أساسية لينكروا على القرآن مصدره الإلهى.
(ج) يزعم رولاند أنه من المسموح أن نفترض أن محمدا كان جاهلا بالتاريخ وبالترتيب الزمنى لذلك خلط بين عصر موسى وعصر عيسى وساق فيه خطأ بعض الأساطير فى ظروف تاريخية مختلفة وبالإضافة إلى أنه سمى نفسه النبى الأمى.
(د) ولكن شىء آخر مؤكد : وهو أن القرآن سمى مريم فى الآية ٢٨ من سورة مريم أخت هارون فقال «يا أخت هارون».
(ه) وإذا سألتنى : ولكن من هارون هذا؟ إن لم يكن أخا موسى؟ فأجيبكم : إن هذا مجرد تأويل قام به المسيحيون ، فهو ليس تأويل محمد ولا تأويلى أنا. إن من المحتمل أن يكون لمريم أخ اسمه هارون لم يدون اسمه أى كاتب ولم يذكره سوى القرآن.
(و) وهناك افتراض آخر وهو أننا لن نجد بين المسلمين أناسا يقولون بأن مريم أخت موسى ظلت حية بمعجزة من الله من عهد موسى حتى عهد عيسى المسيح لتصبح أما له