جعل لها معنى لطيف وجميل (سال ـ المخطوط اللايان ـ كونستات وهيروزدل ،
الكتاب ٢ ص ٩٢) ، والأسخف من ذلك معنى كلمة القرآن الذى يفسرها شوستروس Schusteus (هى ٢ ، ص ٤١)
حيث يؤكد أن القرآن خليط عشوائي غير منظم ؛ لأن القرآن مصطنع ، والتعامل معه تعامل
مع عمل يتسم بالفوضى مثل من يقوم بإصلاح الأحذية القديمة غير مسموح أن يقوم بعمل
جيد ولا يستطيع. ولذلك يقوم بترقيع الأحذية القديمة ، مرة بنعل قيم وأخرى بنعل
جديد ، مرة يرقعها من أعلى ومرة من أسفل وأخرى فى المنتصف كما يتعامل مع شخص معتوه».
ولهذا يتفق
الكاتبان رولاند وإيرهارت على توضيح التأثير المشؤم لبعض اليونانيين الذين أشاعوا
هذه الأكاذيب واختلقوها ، هؤلاء اليونانيون هم البيزنطيون الذين طردوا من
الإمبراطورية البيزنطية بعد سقوط القسطنطينية فى عام ١٤٥٣ ، وبدافع من الثأر
والكراهية نشروا عن الإسلام دين الترك الذين طردوهم أكاذيب محضة ، ويسوق إرهارت فى
هذا الصدد عبارة كروزيو فى «مقالات تاريخية حول موضوعات متعددة ص ٢١» «إننا اليوم
أكثر ثقافة عما كنا فى القرون السابقة فى العقائد وفى مسار الحياة ، وفيما يتعلق
بالنبى محمد والأساطير التى نسخها اليونانيون قديما عن أصل الدين الإسلامى أصبحت
محل شك بفضل شهادات قديمة (ص ٤٧) ، ويذكر من هؤلاء الإغريقى ثيوفون Theophone (ص ٤٨).
ويتحدث عنهم
رولاند بسخرية ـ فبعد أن أوضح أن أول شىء سبب هذه الأخطاء فى حق الإسلام ومؤسسه هو
أن الكتاب الغربيين لا يعرفون اللغة العربية ثم يقول : «هذا الجهل من جانب كتابنا
الغربيين بالإضافة إلي الحماس الكاذب لبعض صغار اليونانيين الذين كانوا يعيشون بين
المسلمين والذين بدلا من أن يعرفوهم ويدرسوهم ويدرسوا لغتهم المقدسة فإنهم ينسلون
منذ زمن طويل بتقديمهم لنا بكل سوء فيه تغذية للكراهية والإحساس بالبغض تجاه
الأعداء المنتصرين ، بينما كان الحماس الدينى فى جانب آخر ولنتكلم بصراحة فإننا
ليس لدينا عن الدين المحمدى إلا أكاذيب وهذا ما دفعنى لاتخاذ قرار