والخلّة : الصداقة كأنها تتخلّل الأعضاء ، أي : تدخل خلالها ، أي : وسطها.
والخلّة : الصديق نفسه ، قال :
١٠٣٤ ـ وكان لها في سالف الدّهر خلّة |
|
يسارق بالطّرف الخباء المستّرا (١) |
وكأنه من إطلاق المصدر على العين مبالغة ، أو على حذف مضاف ، أي : كان لها ذو خلّة. والخليل :
الصديق لمداخلته إياك ، ويصلح أن يكون بمعنى فاعل أو مفعول ، وجمعه «خلّان» ، وفعلان جمع فعيل نقل في الصفات ، وإنما يكثر في الجوامد نحو : «رغفان». وقوله : «هم الظالمون» يجوز أن يكون «هم» فصلا أو مبتدأ وما بعده خبر ، والجملة خبر الأول.
قوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ) : مبتدأ وخبر. و «الحيّ» فيه سبعة أوجه :
أحدها : أن يكون خبرا ثانيا للجلالة.
الثاني : أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي : هو الحيّ.
الثالث : أن يكون بدلا من قوله : «لا إله إلا الله هو» فيكون في المعنى خبرا للجلالة ، وهذا في المعنى كالأول ، إلا أنه هنا لم يخبر عن الجلالة إلّا بخبر واحد بخلاف الأول.
الرابع : أن يكون بدلا من «هو» وحده ، وهذا يبقى من باب إقامة الظاهر مقام المضمر ، لأنّ جملة النفي خبر عن الجلالة ، وإذا جعلته بدلا حلّ محلّ الأول فيصير التقدير : الله لا إله إلا الله.
الخامس : أن يكون مبتدأ وخبره (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ).
السادس : أنه بدل من «الله».
السابع : أنه صفة لله ، وهو أجودها ، لأنه قرئ بنصبهما «الحيّ القيوم» على القطع ، والقطع إنما هو في باب النعت ، لا يقال في هذا الوجه الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر ، لأنّ ذلك جائز حسن. تقول : زيد قائم العاقل.
و «الحيّ» فيه قولان :
أحدهما : أن أصله حيي بياءين من حيي يحيا فهو حيّ ، وهذا واضح ، وإليه ذهب أبو البقاء.
والثاني : أن أصله حيو فلامه واو ، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها متطرفة ، وهذا لا حاجة إليه وكأنّ الذي أحوج هذا القائل إلى ادّعاء ذلك أنّ كون العين واللام من واد واحد هو قليل في كلامهم بالنسبة إلى عدم ذلك فيه ، ولذلك كتبوا «الحياة» بواو في رسم المصحف العزيز تنبيها على هذا الأصل ، ويؤيده «الحيوان» لظهور الواو فيه. ولناصر القول الأول أن يقول : قلبت الياء الثانية واوا تخفيفا ، لأنه لمّا زيد في آخره ألف ونون استثقل المثلان.
وفي وزنه أيضا قولان :
__________________
(١) البيت لامرئ القيس انظر ديوانه (٦٠) ، البحر المحيط (٢ / ٢٧١).