والتمكين من المرأة ، ولذلك قيل لها زانية. ورجّح الفارسي قراءة الجمهور بأنّ أفعال هذا الباب كلّها ثلاثية نحو : نكح فرع سفد وضرب الفحل.
قوله : (أَوْ تَفْرِضُوا) فيه أربعة أوجه :
أحدها : أنه مجزوم عطفا على «تمسّوهنّ» ، و «أو» على بابها من كونها لأحد الشيئين ، قاله ابن عطية.
والثاني : أنه منصوب بإضمار أن عطفا على مصدر متوهم ، و «أو» بمعنى إلّا ، التقدير : ما لم تمسّوهنّ إلا أن تفرضوا ، كقولهم : لألزمنّك أو تقضيني حقي ، قاله الزمخشري.
والثالث : أنه معطوف على جملة محذوفة تقديره : «فرضتم أو لم تفرضوا» فيكون هذا من باب حذف الجزم وإبقاء عمله ، وهو ضعيف جدا ، وكأنّ الذي حسّن هذا كون لفظ «لم» موجودا قبل ذلك.
والرابع : أن تكون «أو» بمعنى الواو ، و «تفرضوا» عطفا على «تمسّوهنّ» فهو مجزوم أيضا.
قوله : (فَرِيضَةً) فيها وجهان :
أظهرهما : أنها مفعول به وهي بمعنى مفعولة ، أي : إلّا أن تفرضوا لهنّ شيئا مفروضا.
والثاني : أن تكون منصوبة على المصدر بمعنى «فرضا». واستجود أبو البقاء الوجه الأول ، قال : «وأن يكون مفعولا به وهو الجيد» والموصوف محذوف تقديره : متعة مفروضة.
قوله : (وَمَتِّعُوهُنَ) قال أبو البقاء : «ومتّعوهنّ معطوف على فعل محذوف تقديره : فطلّقوهنّ ومتّعوهنّ». وهذا لا حاجة إليه ، فإنّ الضمير المنصوب في «متّعوهن» عائد على المطلقات قبل المسيس وقبل الفرض ، المذكورين في قوله : «إن طلّقتم النساء» إلى آخرها.
قوله : (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ) ، جملة من مبتدأ وخبر ، وفيها قولان :
أحدهما : أنها لا محلّ لها من الإعراب ، بل هي استئنافيّة بيّنت حال المطلّق بالنسبة إلى إيسار وإقتاره.
والثاني : أنها في موضع نصب على الحاله ، وذو الحال فاعل «متّعوهن». قال أبو البقاء : «تقديره : بقدر الوسع» ، وهذا تفسير معنى. وعلى جعلها حالية فلا بدّ من رابط بينها وبين صاحبها ، وهو محذوف تقديره : على الموسع منكم. ويجوز على مذهب الكوفيين ومن تابعهم أن تكون الألف واللام قامت مقام الضمير المضاف إليه تقديره : «على موسعكم قدره».
وقرأ الجمهور : «الموسع» بسكون الواو وكسر السين اسم فاعل من أوسع يوسع. وقرأ أبو حيوة بفتح الواو والسين مشددة ، اسم مفعول من «وسّع». وقرأ حمزة والكسائي وابن ذكوان وحفص : «قدره» بفتح الدال في الموضعين ، والباقون بسكونها.
واختلفوا : هل هما بمعنى واحد أو مختلفان؟ فذهب أبو زيد والأخفش وأكبر أئمة العربية إلى أنهما بمعنى واحد ، حكى أبو زيد : «خذ قدر كذا وقدر كذا» ، بمعنى واحد ، قال : «ويقرأ في كتاب الله : (فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ