٩٠٠ ـ تلدّ أقران الرّجال اللّدد |
|
............... (١) |
ورجل ألدّ وألندد ويلندد ، وامرأة لدّاء ، والجمع لدّ كحمر.
وفي اشتقاقه أقوال :
أحدها : من لديدي العنق وهما صفحتاه قاله الزجاج ، وقيل : من لديدي الوادي وهما جانباه ، سمّيا بذلك لاعوجاجهما وقيل : هو من لدّه إذا حبسه فكأنه يحبس خصمه عن مفاوضته.
وفي «الخصام» قولان :
أحدهما : أنه جمع خصم بالفتح نحو : كعب وكعاب وكلب وكلاب وبحر وبحار ، وعلى هذا فلا تحتاج إلى تأويل.
والثاني : أنه مصدر ، يقال : خاصم خصاما نحو : قاتل قتالا ، وعلى هذا فلا بد من مصحّح لوقوعه خبرا عن الجثة ، فقيل : في الكلام حذف من الأول أي : وخصامه أشدّ الخصام.
وقيل : من الثاني أي : وهو أشدّ ذوي الخصام.
وقيل : أريد بالمصدر اسم الفاعل كما يوصف به في قولهم : رجل عدل.
وقيل : «أفعل» هنا ليست للتفضيل ، بل هي بمعنى لديد الخصام ، فهو من باب إضافة الصفة المشبهة. وقال الزمخشري : «والخصام المخاصمة ، وإضافة الألدّ بمعنى «في» كقولهم : «ثبت الغدر» يعني أن «أفعل» ليس من باب ما أضيف إلى ما هو بعضه بل هي إضافة على معنى «في».
قال الشيخ : «وهذا مخالف لما يزعمه النحاة من أن أفعل لا تضاف إلا إلى ما هي بعضه ، وفيه إثبات الإضافة بمعنى «في» وهو قول مرجوح.
وقيل : «هو» ليس ضمير «من» بل ضمير الخصومة يفسّره سياق الكلام ، أي : وخصامه أشدّ الخصام.
وجعل أبو البقاء «هو» ضمير المصدر الذي هو «قوله» فإنه قال : «ويجوز أن يكون «هو» ضمير المصدر الذي هو «قوله» وقوله خصام».
(وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ)(٢٠٥)
قوله تعالى : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى) : «سعى» جواب إذا الشرطية وهذه الجملة الشرطية تحتمل وجهين :
أحدهما : أن تكون عطفا على ما قبلها وهو «يعجبك» فتكون : إمّا صلة أو صفة حسب ما تقدّم في «من». والثاني : أن تكون مستأنفة لمجرد الإخبار بحاله ، وقد تمّ الكلام عند قوله : «ألدّ الخصام».
__________________
(١) البيت من شواهد البحر (٢ / ١٠٨) ، الطبري (٤ / ٢٣٥) ، معاني القرآن للفراء (١ / ١٢٣) ، اللسان «لدد».