٧٧٠ ـ وأطعن بالرّماح شطر الملو |
|
ك ............... (١) |
وقال :
٧٧١ ـ إنّ العسير بها داء مخامرها |
|
وشطرها نظر العينين محسور (٢) |
كل ذلك بمعنى : نحو وتلقاء ، ويقال : شطر : بعد ، ومنه : الشاطر وهو الشاب البعيد من الجيران الغائب عن منزله ، يقال : شطر شطورا والشطير : البعيد ومنه منزل شطير ، وشطر إليه أي أقبل ، وقال الراغب : وصار يعبر بالشاطر عن البعيد وجمعه شطر ، والشاطر أيضا لمن يتباعد من الحق وجمعه شطار.
وقوله : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) في «حيثما» هنا وجهان :
أظهرهما : أنها شرطية ، وشرط كونها كذلك زيادة «ما» بعدها خلافا للفراء ب «كنتم» في محل جزم بها ، و (فَوَلُّوا) جوابها وتكون هي منصوبة على الظرف بكنتم ، فتكون هي عاملة فيه الجزم ، وهو عامل فيه النصب نحو : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٣).
واعلم أن «حيث» من الأسماء اللازمة للإضافة ، فالجملة التي بعدها كان القياس يقتضي أن تكون في محل خفض بها ، ولكن منع من ذلك مانع وهو كونها صارت من عوامل الأفعال.
قال الشيخ (٤) : وحيث هي ظرف مكان مضافة إلى الجملة فهي مقتضية للخفض بعدها ، وما اقتضى الخفض لا يقتضي الجزم ، لأن عوامل الأسماء لا تعمل في الأفعال والإضافة موضحة لما أضيف كما أن الصلة موضحة فينافي اسم الشرط ، لأن اسم الشرط مبهم فإذا وصلت بما زال منها معنى الإضافة ، وضمنت معنى الشرط ، وجوزي بها ، وصارت من عوامل الأفعال.
والثاني : أنها ظرف غير مضمن معنى الشرط ، والناصب له قوله : «فولوا» ، قاله أبو البقاء ، وليس بشيء لأنه متى زيدت عليها ما وجب تضمنها معنى الشرط ، وأصل ولّوا : ولّيوا فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان فحذف أولهما ، وهو الياء ، وضم ما قبله ليجانس الضمير فوزنه فعوا ، وقوله : «شطره» فيه القولان ، وهما : إما المفعول به ، وإما الظرفية كما تقدم.
قوله : (أَنَّهُ الْحَقُ) يحتمل أن تكون أن واسمها وخبرها سادة مسد المفعولين ل «يعلمون» عند الجمهور ، ومسد أحدهما عند الأخفش ، والثاني محذوف على أنها تتعدى لاثنين ، وأن تكون سادة مسد مفعول واحد على أنها بمعنى العرفان ، وفي الضمير ثلاثة أقوال :
أحدها : يعود على التولي المدلول عليه بقوله : «فولوا».
والثاني : على الشطر.
__________________
(١) جزء من بيت وهو :
٧٧٠ ـ حتى إذا خفق المجدح |
|
............... |
ذكره ابن منظور في اللسان «جدح».
(٢) البيت لقيس بن خويلد وهو من شواهد البحر (١ / ٤١٨) ، اللسان «حسر».
(٣) سورة الإسراء ، آية (١١٠).
(٤) انظر البحر المحيط (١ / ٤٢٩).