وقد يتعدّى بنفسه ، كقوله :
٤٣٨ ـ وجدنا نهشلا فضلت فقيما |
|
كفضل ابن المخاض على الفصيل (١) |
وب «على» ، وفعله : فضل يفضل بالضم ، كقتل يقتل. وأمّا الذي معناه الفضلة من الشيء وهي البقيّة ففعله أيضا كما تقدّم ، ويقال فيه أيضا : «فضل» بالكسر يفضل بالفتح كعلم يعلم ، ومنهم من يكسرها في الماضي ويضمّها في المضارع وهو من التداخل بين اللغتين.
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً) : «يوما» مفعول به ، ولا بدّ من حذف مضاف أي : عذاب يوم أو هول يوم ، وأجيز أن يكون منصوبا على الظرف ، والمفعول محذوف تقديره : واتقوا العذاب في يوم صفته كيت وكيت ، ومنع أبو البقاء كونه ظرفا ، قال : «لأنّ الأمر بالتقوى لا يقع في يوم القيامة» ، والجواب عمّا قاله : أن الأمر بالحذر من الأسباب المؤدّية إلى العذاب في يوم القيامة. وأصل اتّقوا : اوتقوا ، ففعل به ما تقدّم (٢) في «تتّقون».
قوله : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ) التنكير في «نفس» و «شيئا» معناه أنّ نفسا من الأنفس لا تجزي عن نفس مثلها شيئا من الأشياء ، وكذلك في «شفاعة» و «عدل» ، والجملة في محلّ نصب صفة ل «يوما» والعائد محذوف ، والتقدير : لا تجزي فيه ، ثم حذف الجارّ والمجرور لأنّ الظروف يتّسع فيها ما لا يتّسع في غيرها ، وهذا مذهب سيبويه. وقيل : بل حذف بعد حرف الجرّ ووصول الفعل إليه فصار : «لا تجزيه» كقوله : «فضل» بالكسر يفضل بالفتح كعلم يعلم ، ومنهم من يكسرها في الماضي ويضمّها في المضارع وهو من التداخل بين اللغتين.
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً) : «يوما» مفعول به ، ولا بدّ من حذف مضاف أي : عذاب يوم أو هول يوم ، وأجيز أن يكون منصوبا على الظرف ، والمفعول محذوف تقديره : واتقوا العذاب في يوم صفته كيت وكيت ، ومنع أبو البقاء كونه ظرفا ، قال : «لأنّ الأمر بالتقوى لا يقع في يوم القيامة» ، والجواب عمّا قاله : أن الأمر بالحذر من الأسباب المؤدّية إلى العذاب في يوم القيامة. وأصل اتّقوا : اوتقوا ، ففعل به ما تقدّم في «تتّقون».
قوله : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ) التنكير في «نفس» و «شيئا» معناه أنّ نفسا من الأنفس لا تجزي عن نفس مثلها شيئا من الأشياء ، وكذلك في «شفاعة» و «عدل» ، والجملة في محلّ نصب صفة ل «يوما» والعائد محذوف ، والتقدير : لا تجزي فيه ، ثم حذف الجارّ والمجرور لأنّ الظروف يتّسع فيها ما لا يتّسع في غيرها ، وهذا مذهب سيبويه. وقيل : بل حذف بعد حرف الجرّ ووصول الفعل إليه فصار : «لا تجزيه» كقوله :
٤٣٩ ـ ويوم شهدناه سليما وعامرا |
|
قليل سوى الطّعن النّهال نوافله (٣) |
ويعزى للأخفش ، إلا أن المهدويّ نقل أنّ الوجهين المتقدمين جائزان عند سيبويه والأخفش والزجاج. ويدلّ
__________________
(١) البيت للفرزدق انظر ديوانه (٦٥٢) ، وهو من شواهد الكتاب (١ / ٢٦٦) ، وابن يعيش (١ / ٣٥) ، اللسان «مخض».
(٢) سورة البقرة ، آية (٢١).
(٣) البيت لرجل من بني عامر وهو من شواهد الكتاب (١ / ١٧٨٠) ، المقتضب (٣ / ١٠٥) ، أمالي ابن الشجري (١ / ٦) ، الكامل (٢١) ، الدرر (١ / ١٧٢) ، شرح المفصل لابن يعيش (٢ / ٤٥) ، شرح ديوان الحماسة (١ / ٨٨) ، الهمع (٢ / ٢٠٣) ، المقرب (١ / ١٤٧) ، التهذيب ، واللسان جزي والشاهد فيه نصب ضمير يوم بالفعل تشبيها بالمفعول به.