٤٢٢ ـ لهم لواء بأيدي ماجد بطل |
|
لا يقطع الخرق إلا طرفه سامي (١) |
وبطل الأجير ـ بالفتح ـ بطالة بالكسر : إذا تعطّل فهو بطّال ، وذهب دمه بطلا ـ بالضم ـ أي : هدرا.
قوله : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) جملة من مبتدأ وخبر في محلّ نصب على الحال ، وعاملها : إمّا تلبسوا أو تكتموا ، إلّا أنّ عمل «تكتموا» أولى لوجهين :
أحدهما : أنه أقرب.
والثاني : أنّ كتمان الحقّ مع العلم به أبلغ ذمّا ، وفيه نوع مقابلة. ولا يجوز أن تكون المسألة من باب الإعمال ، لأنه يستدعي الإضمار ، ولا يجوز إضمار الحال ، لأنه لا يكون إلا نكرة ، ولذلك منعوا الإخبار عنه بالذي. فإن قيل : تكون المسألة من باب الإعمال على معنى أنا حذفنا من الأول ما أثبتناه في الثاني من غير إضمار ، حتى لا يلزم المحذور المذكور والتقدير : ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وأنتم تعلمون ، ولا تكتموا الحقّ وأنتم تعلمون. فالجواب أنّ هذا لا يقال فيه إعمال ، لأنّ الإعمال يستدعي أن يضمر في المهمل ثم يحذف. وأجاز ابن عطية ألّا تكون هذه الجملة حالا فإنه قال : «ويحتمل أن تكون شهادة عليهم بعلم حقّ مخصوص في أمر محمد عليهالسلام ، ولم يشهد لهم بالعلم على الإطلاق ، فعلى هذا لا تكون الجملة في موضع الحال» وفيما قاله نظر.
وقرئ (٢) شاذا : «وتكتمون» بالرفع ، وخرّجوها على أنها حال. وهذا غير صحيح لأنه مضارع مثبت ، فمن حقّه ألّا يقترن بالواو ، وما ورد من ذلك فهو مؤول بإضمار مبتدأ قبله نحو قولهم : «قمت وأصكّ عينه» ، وقول الآخر :
٤٢٣ ـ فلمّا خشيت أظافيرهم |
|
نجوت وأرهنهم مالكا (٣) |
أي : وأنا أصكّ ، وأنا أرهنهم ، وكذا : وأنتم تكتمون ، إلّا أنه يلزم منه إشكال آخر ، وهو أنهم منهيّون عن اللّبس مطلقا ، والحال قيد في الجملة السابقة فيكون قد نهوا بقيد ، وليس ذلك مرادا ، إلا أن يقال : إنّها حال لازمة ، وقد قدّره الزمخشري بكاتمين ، فجعله حالا ، وفيه الإشكال المتقدّم ، إلّا أن يكون أراد تفسير المعنى لا تفسير الإعراب. ويجوز أن تكون جملة خبرية عطفت على جملة طلبية ، كأنّه تعالى نعى عليهم كتمهم الحقّ مع علمهم أنّه حق. ومفعول العلم غير مراد لأنّ المعنى : وأنتم من ذوي العلم. وقيل : حذف للعلم به ، والتقدير : تعلمون الحقّ من الباطل. وقدّره الزمخشري «وأنتم تعلمون في حال علمكم أنّكم لابسون كاتمون» ، فجعل المفعول اللّبس والكتم المفهومين من الفعلين السابقين ، وهذا حسن جدا.
قوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) هذه الجملة وما بعدها عطف على الجملة قبلها ، عطف أمرا على نهي. وأصل أقيموا : «أقوموا» ففعل به ما فعل ب «يقيمون» وقد تقدّم ، وأصل آتوا : اأتيوا بهمزتين مثل : أكرموا ، فقلبت الثانية
__________________
(١) انظر ديوانه (١٣٤).
(٢) انظر البحر المحيط (١ / ١٨٠).
(٣) البيت لعبد الله بن همام السلولي انظر المقرب (١ / ١٥٥) ، الهمع (١ / ٩٦) ، الدرر (١ / ٢٠٣) ، الأشموني (٢ / ١٧٨) ، المفضليات للتبريزي (٢ / ١٠٥١) ، ابن عقيل (١ / ٦٥٦) ، اللسان (رهن). قوله : (أظافيرهم) جمع : أظفور أراد به الأسلحة ، والمعنى فيه لما خشيت حمله عبد الله بن زياد وأظافيره تخلصت منهم وخليت مالكا في يده ، ومالك المذكور عريفه.