ألفا لسكونها بعد همزة مفتوحة ، واستثقلت الضّمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان : الياء والواو ، فحذفت الياء لأنها أوّل ، وحرّكت التاء بحركتها. وقيل : بل ضمّت تبعا للواو ، كما ضمّ آخر «اضربوا» ونحوه ، ووزنه : أفعوا بحذف اللام.
وألف «الزكاة» من واو لقولهم : زكوات ، وزكا يزكو ، وهي النموّ ، وقيل : الطهارة ، وقيل : أصلها الثناء الجميل ومنه «زكّى القاضي الشهود» ، والزّكا : الزوج صار زوجا بزيادة فرد آخر عليه. والخسا : الفرد ، قال :
٤٢٤ ـ كانوا خسا أو زكا من دون أربعة |
|
لم يخلقوا وجدود الناس تعتلج (١) |
قوله : «مع الراكعين» منصوب باركعوا. والركوع : الطمأنينة والانحناء ، ومنه قوله :
٤٢٥ ـ أخبّر أخبار القرون التي مضت |
|
أدبّ كأنّي كلّما قمت راكع (٢) |
وقيل : الخضوع والذّلّة ، ومنه قول الشاعر :
٤٢٦ ـ لا تهين الفقير علّك أن تر |
|
كع يوما والدهر قد رفعه (٣) |
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ)(٤٦)
قوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ) : الهمزة للإنكار والتوبيخ أو للتعجّب من حالهم. و «أمر» يتعدّى لاثنين أحدهما بنفسه والآخر بحرف الجرّ ، وقد يحذف ، وقد جمع الشاعر بين الأمرين في قوله :
٤٢٧ ـ أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب (٤) |
فالناس مفعول أول ، وبالبرّ مفعول ثان. والبرّ : سعة الخير من الصلة والطاعة ، ومنه البرّ والبريّة لسعتهما ، والفعل منه : برّ يبرّ على فعل يفعل كعلم يعلم ، قال :
٤٢٨ ـ لا همّ ربّ إنّ بكرا دونكا |
|
يبرّك الناس ويفجرونكا (٥) |
أي : يطيعونك ، والبرّ أيضا : ولد الثعلب وسوق الغنم ، ومنه قولهم : «لا يعرف الهرّ من البرّ» (٦) أي : لا
__________________
(١) البيت في لسان العرب بلا نسبة «خسا» وانظر تفسير الطبري (١ / ٥٧٣).
(٢) البيت للبييد انظر ديوانه (١٧١) ، مجاز القرآن (١ / ٥٤) ، البحر المحيط (١ / ١٧٣) ، تهذيب اللغة (١ / ٣١١) ، معجم مقاييس اللغة (٢ / ٤٣٥) ، اللسان (ركع). قوله : (أدبّ) أي أمش الدبيب وهي مشية الشيخ الهرم.
(٣) البيت للأضبط بن قريع انظر أمالي القالي (١ / ١٠٧) ، وابن الشجري (١ / ٣٨٥) ، شرح المفصل لابن يعيش (٩ / ٤٣) ، الخزانة (٤ / ٥٨٨) ، الإنصاف (١٣٦) ، المغنى (١٥٥) ، الدرر (١ / ١١١) ، شواهد المغنى (٤٥٣).
(٤) تقدم وهو للعباس بن مرداس وانظر المحتسب (١ / ٥١).
(٥) البيت من شواهد القرطبي (١ / ٢٥٠).
(٦) انظر مجمع الأمثال (٢ / ٢٩١).