٢٥١ ـ إذا وجدت أوار الحبّ في كبدي |
|
أقبلت نحو سقاء القوم أبترد (١) |
قال : «معناها معنى كلما».
قوله تعالى : (لَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) «لو» حرف لما كان سيقع لوقوع غيره ، هذه عبارة سيبويه ، وهي أولى من عبارة غيره : حرف امتناع لامتناع لصحّة العبارة الأولى في نحو قوله تعالى : (لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ)(٢) ، وفي قوله عليهالسلام : «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» (٣) ، وعدم صحة الثانية في ذلك كما سيأتي محرّرا ، ولفساد نحو قولهم : «لو كان إنسانا لكان حيوانا» إذ لا يلزم من امتناع الإنسان امتناع الحيوان ، ولا يجزم بها خلافا لقوم ، فأمّا قوله :
٢٥٢ ـ لو يشأ طار به ذو ميعة |
|
لا حق الآطال نهد ذو خصل (٤) |
وقول الآخر :
٢٥٣ ـ تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت |
|
إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا (٥) |
فمن تسكين المحرك ضرورة ، وأكثر ما تكون شرطا في الماضي ، وقد تأتي بمعنى إن كقوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ)(٦) وقوله :
٢٥٤ ـ ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت |
|
عليّ ودوني جندل وصفائح |
لسلّمت تسليم البشاشة أوزقا |
|
إليها صدى من جانب القبر صائح (٧) |
ولا تكون مصدرية على الصحيح ، وقد تشرّب معنى التمني فتنصب المضارع بعد الفاء جوابا لها نحو : (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ)(٨) ، وسيأتي تحريره في موضعه.
و «شاء» أصله : شيئ على فعل بكسر العين ، وإنما قلبت الياء ألفا للقاعدة الممهّدة. ومفعوله محذوف تقديره : ولو شاء الله إذهاب ، وكثر حذف مفعوله ومفعول «أراد» حتى لا يكاد ينطق به إلّا في الشيء المستغرب كقوله :
٢٥٥ ـ ولو شئت أن أبكي دما لبكيته |
|
عليه ولكن ساحة الصبر أوسع (٩) |
__________________
(١) البيت لم ينسبه ابن منظور في لسانه وهو فيه م (برد) ، والبحر (١ / ٩١) ، روح المعاني (١ / ١٦٢).
(٢) سورة الكهف ، آية (١٠٩).
(٣) لا أصل له ، لكن في الحلية عن حديث ابن عمر مرفوعا : «إن سالما شديد الحب لله لو لم يخف الله ما عصاه». انظر كشف الخفاء (٢٨٣١) ، وأسنى المطالب (١٦١٦) ، والأسرار المرفوعة للقاري (٥٦٤) ، وتمييز الطيب من الخبيث (١٥٤٨) ، والغماز على اللماز (٤٢٣).
(٤) البيت لعلقمة. انظر ملحقات ديوانه (١٣٤). وانظر الخزانة (٤ / ٥٢١) ، المغني (٣٠٠) ، الهمع (٢ / ٦٤) ، الدرر (٢ / ٨١).
(٥) البيت للقيط بن زرارة. انظر اللسان (تيم) ، الدرر (٢ / ٨١) ، الأشموني (٤ / ٤٣).
(٦) سورة النساء ، آية (٩).
(٧) البيتان لتوبة بن الحمير. انظر الأمالي للقالي (١ / ١٩٧) ، شرح ابن عقيل (٣ / ١٩٣) ، الحماسة (٢ / ٦٥) ، الدرر (٢ / ٨٠).
(٨) سورة الشعراء ، آية (١٠٢).
(٩) البيت لإسحاق الخريمي. انظر الكامل (٤ / ٣) ، الدلائل (١١٦) ، شرح الحماسة (٣ / ١٠٥٣) ، البحر (١ / ٨٩) ، المصون (١٤).