ممّا لا يؤثر فيما نحن فيه كما لا يخفى.
ثمّ ما ذكره من أنّه لم يصدر عنه قبل ذي الحجّة إلّا ترك الحركة منظور فيه أيضا إذ قد صدر عنه العزم على ترك الحجّ وإرادته وإرادة القبيح قبيحة عندهم فتأمّل.
وأمّا ما ذكره من حديث النوم فجوابه أنّ ما ذكروه من أنّ فعل مثل النائم والساهي لا يتّصف بحسن ولا قبح فإنّما هو في الأفعال المباشرية وأمّا الأفعال التوليدية فلا ، بل إنّهم ذكروا أنّ الأفعال التّوليدية مستندة إلى قدرتنا واختيارنا ، ودليلهم عليه حسن المدح والذّم عليها ومع ذلك قد ذهبوا إلى أنّ الأفعال التوليدية التي تحصل بعد العجز والموت أيضا فعل العبد كمن رمى سهما وأصاب الرّمية بعد موت الرامي ، فالإصابة والآلام الحادثة منها إنّما هي من فعل الرّامي ، وهذا ظاهر في أن مرادهم ممّا ذكروه الأفعال المباشريّة لا الأفعال التوليديّة كما هو الظّاهر ولو فرض عدم قولهم به فليس يجب متابعة أقوالهم ، بل المتبع هو حكم العقل ولا شك أنّ العقل يحكم بالحسن والقبح في مثل هذه الأفعال الصادرة عن الساهي والنائم بعد صدور الأفعال المباشرية المستلزمة لها منهما مقارنا للشعور والإرادة مع العلم والشعور باستلزامها لها.
ثمّ إنّ الانقسام إلى المباشريّة والتوليديّة إن كان شاملا للاعدام أيضا فالأمر ظاهر وإن كان مختصا بالأفعال كما يظهر من بعض كلماتهم فحال العدم يعلم بالمقايسة فتدبّر.
ثمّ إنّ الشّك الأخير الّذي ذكره ممّا لا يكاد يتّجه في هذا المقام أصلا ، لأنّ