اختلاف مصداق الحمل ومطابقه يوجب اختلاف الحمل كما في الأسود والموجود ، فإنّ اختلاف حملهما لاختلاف السواد والوجود العارضين واختلاف السوادين والوجودين بأنفسهما وبما يتبعه من اختلاف العروض والقيام يوجب الاختلاف في الحمل الذي هو الاتّحاد بالعرض وعدم جريانه في الجواب عن الاستدلال غير خفي.
المقام الخامس : في أنّ الأشدّ والأضعف مختلفان بالماهيّة لأنّه لو اتّحد اثنان من المراتب المختلفة بالشدّة والضعف لاتّحد المتنافيان فيهما المتقاربان من صرف النوعين ، ولو اتّحدا لاتّحد النوعان اللذان بينهما غاية الخلاف نوعا ، وذلك لما يتحدس به من أنّ المرتبتين اللتين بينهما مثل ما بين المرتبتين المتّحدتين نوعا بالفرض ، بل ما هما أكثر تقاربا منهما أحقّ بالاتّحاد النوعي ، وأنّ السواد الصرف والسواد الشديد غاية الشدّة من الأوساط أكثر تناسبا من الطرفين الشديدين.
وإذ قد تنبّهت لذلك تحقّقت لك حقيقة الحال في اختلاف مصداق الحمل ومطابقه.
وانحلّ استشكال ما ربما يتوهّم من أنّ مطابق الحمل يختلف باختلاف حقيقة العارض ، لا ما لا مدخل له في تحصّله الشخصي أيضا ، ولا اختلاف في حقيقة الموصوف بالشدّة والضعف لوجود الكيفيّة وامتناع غير المتناهي بالفعل ، ولا فيما به يتشخّص حيث لم يتشخّص بهما أو (إذ خ) يتوهّم من أنّ وجود الكيفيّة المحسوسة حينئذ يوجب وقوع التشكيك في الحقيقة الواحدة وعلمت أنّ الموجود حال الحركة هي الحركة في الكيف ، أعني التسوّد والتسخّن لا السواد والحرارة مثلا.