يكون بالمعنى الحقيقي.
لا يقال : إذا قلنا زيد طويل فلا شكّ أنّه ليس معناه أنّ له امتدادا واحدا ، فلا بدّ أن يكون معناه أنّ له الطول الإضافي مع أنّ ما ذكرته من عدم خطور النسبة بالبال في المثال المذكور جار هاهنا أيضا والجواب الجواب.
لأنّا نقول : فرق بين المثالين إذ عند ما نحكم على فرد نوع بأنّه طويل فيلاحظ البتة نسبته إلى أبناء نوعه المتعارفة وزيادته عليها في الطول وهذه الملاحظة مركوزة في الخاطر وإن لم يكن ملحوظها ملتفتا إليه مفصّلا ، كما يشهد به الوجدان الصحيح بخلاف المثال المذكور ، إذ نعلم قطعا أنّ النسبة إلى ثالث ليست ملحوظة أصلا فيه لا مجملة ولا مفصّلة. والمنازع مكابر.
وأيضا نقول : لا شكّ أنّه إذا قلنا إنّ هذا الجسم أطول من ذاك يكون الطول فيه بالمعنى الحقيقي ، إذ لا مانع من إرادته فيه لا في الواقع ولا على زعم هذا القائل وأضرابه.
ولا يحتاج فيه إلى ملاحظة النسبة إلى ثالث مع أنّا لا نجدها من أنفسنا والوجدان حاكم بأنّا لا نجد تفرقة بين قولنا : هذا الجسم أطول من ذاك ، وقولنا :
هذا الخط أطول من ذاك ، بل نجد أنّ الطول في الصورتين متصوّر بنحو واحد فيكون فيه أيضا بالمعنى الحقيقي.
وما قال من أنّه لا يصحّ أن يقال : هذا الخطّ أخط من ذاك فلا دلالة له على المرام ، إذ بعض الألفاظ قد لا يتعارف استعماله في موضع مع تحقّق معناه فيه ألا ترى أنّه لا يقال أيضا أنّ هذا الجسم أخطّ من ذاك مع أنّ معناه صحيح قطعا. هذا.
وبما قرّرنا ظهر ما في كلمات الشيخ في هذا المقام.