الإضافية.
ومنها : أن تكون الكيفية الحاصلة مثل السواد في أحدهما أشدّ من السواد الآخر وليس المقول بالتشكيك السواد الحقيقي الطرفي المنتهى إلى الغاية ، إذ لا يكون له فردان مختلفان بالشدّة والضعف يختصّ كلّ واحد منهما بواحد من الجسمين ، وكذلك كلّ حدّ من حدود السواد لا ينقسم إلى الشديد والضعيف ، وكذلك مراتب البياض والحرارة والبرودة وأمثالها ، بل المقول بالتشكيك إنّما هو السواد بالنسبة ، يعني السواد الإضافي ، فيصحّ أن يقال : أحد الجسمين أشدّ في السواد النسبي من الجسم الآخر ، فالسواد النسبيّ ما فيه الاختلاف ، والسواد النسبيّ الحاصل في هذا الجسم عرضت له الشدّة الإضافية بالنسبة إلى صاحبه لا في كونه سوادا نسبيّا ، ثمّ يمكن أن يعتبر في شدّته الإضافية التشكيك أيضا على قياس ما ذكرنا في الكثرة ، كما أنّ السواد الإضافي مقول بالتشكيك بالنسبة إلى الجسمين ، كذلك مقول بالتشكيك بالنسبة إلى السوادين ، أعني الأوساط ويمكن اعتبار النسبة هاهنا على الإطلاق وبالنسبة إلى معين على قياس ما مرّ.
واعلم أنّ اعتبار الشدّة في الكيف والأين وغير ذلك يتصوّر على وجهين :
أحدهما باعتبار القرب من المبدأ فإنّ كون هذا السواد أشدّ من الآخر إنّما يكون باعتبار القرب من السواد الحق (الحقيقي ظ).
قال الشيخ في الشفاء : واعلم أنّ تسوّدا أشدّ من تسوّد إذا كان أقرب من الاسوداد الذي هو الطرف ، والسواد أشد من السواد إذا كان أقرب من السواد الذي هو الطرف. (١)
وقال فيه أيضا : أن قد يصار من أحدهما إلى الآخر قليلا قليلا ويكون
__________________
(١) الشفاء ، المنطق ، المقولات ص ٢٣٧ طبع مصر.