وقال الشيخ في الشفاء : وأمّا الذي يختلف فيه بالشدّة والضعف فذلك إنّما يكون في المعاني التي تقبل الشدّة والضعف مثل البياض ، فلذلك ليس يقال البياض على الذي في الثلج والذي في العاج على التواطؤ المطلق.
وفي مواضع من كلام الشيخ أنّ البياض ذاتي لما تحته ، ولعلّ مراده البياض الحقّاني (الحقيقي ظ) الطرفي ، والأمر العرفي الأمر النسبي (١) المشترك بين الشديد والضعيف.
والحق عندي أنّ الاختلاف بالتشكيك إنّما يكون على وجوه :
منها : أن يكون حصول حصص الطبيعة في بعض الأفراد أكثر من حصولها في البعض الآخر ، فيصحّ أن يقال وجود هذه الطبيعة في هذا الفرد أكثر من حصولها في ذلك الفرد ، فيقال : زيد أفضل من عمرو إذا كان في زيد فضيلة العلم والشجاعة مثلا ، واختصّ عمرو بأحدهما.
ومنها : أن يكون العدد الحاصل في أحدهما أكثر من العدد الحاصل في الآخر مثلا إذا كان جماعة عشرة واخرى تسعة فالعدد مقول بالتشكيك بالنسبة إليهما ، إذ يصحّ أن يقال : هذه الجماعة أكثر في العدد ، يعني طبيعة العدد الحاصلة في هذه الجماعة موصوفة بالكثرة بالنسبة إلى العدد الحاصل في تلك الجماعة ، ومعنى ذلك أنّ الفرد الذي عرض لهذه الجماعة من العدد موصوف بالكثرة الإضافية ، وما لتلك الجماعة موصوف بالقلّة الإضافية ، وثبوت طبيعة العدد لهذه الجماعة باعتبار اتّحادها مع الفرد الذي عرض لهم والعدد العارض لهذه الجماعة موصوف بالكثرة لا في كونه عددا فهناك ليس ما فيه الاختلاف ، فالعدد ما فيه الاختلاف بالنسبة إلى المعدودين لا بالنسبة إلى العددين.
__________________
(١) كذا.