أعلام الحديث كابن حجر. وقد سبق عرضها من توجيهها وتمحيصها حتى على هذا الاحتمال.
ونزيدك هنا في توهين هذه الشبهة أمورا :
(أولها) أن عاصما وهو أحد القراء السبعة ، قرأ القرآن كله وفيه المعوّذتان بأسانيد صحيحة ، بعضها يرجع إلى ابن مسعود نفسه. ذلك أن عاصما قرأ على أبى عبد الرحمن عبد الله بن حبيب ، وقرأ على أبى مريم زر بن حبيش الأسدي ، وعلى سعيد بن عياش الشيبانى.
وقرأ هؤلاء على ابن مسعود نفسه ، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(ثانيها) : أن حمزة وهو من القراء السبعة أيضا ، قرأ القرآن كله بأسانيده الصحيحة وفيه المعوّذتان عن ابن مسعود نفسه. ذلك أن حمزة قرأ على الأعمش أبى محمد سليمان ابن مهران. وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب ، وقرأ يحيى على علقمة الأسود ، وعبيد ابن فضلة الخزاعى ، وزر بن جيش ، وأبى عبد الرحمن السلمى. وهم قرءوا على ابن مسعود ، على النبى صلىاللهعليهوسلم.
ولحمزة سند آخر بهذه القراءة إلى ابن مسعود أيضا. ذلك أنه قرأ على أبى إسحاق السبيعى ، وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ؛ وعلى الإمام جعفر الصادق. وهؤلاء قرءوا على علقمة بن قيس ، وعلى زرّ بن حبيش ، وعلى زيد بن وهب ، وعلى مسروق.
وهم قرءوا على المنهال وغيره وهم على بن مسعود وأمير المؤمنين علىّ كرم الله وجهه وهما على النبى صلىاللهعليهوسلم.
(ثالثها) أن الكسائى قرأ القرآن وفيه المعوذتان بسنده إلى ابن مسعود أيضا. ذلك أنه قرأ على حمزة الذى انتهى بين يديك سنده إلى ابن مسعود من طريقين.
(٣٠ ـ مناهل العرفان ـ ١)