(رابعها) أن خلفا يقرأ المعوّذتين في ضمن القرآن الكريم بسنده إلى ابن مسعود أيضا. ذلك أنه قرأ على سليم وهو على حمزة.
وهذه القراءات كلها التى رويت بأصح الأسانيد وبإجماع الأمة فيها المعوذتان والفاتحة على اعتبار أن هذه السور الثلاث أجزاء من القرآن وداخلة فيه.
فالقول ببقاء ابن مسعود على إنكار قرآنية هذه السورة محض افتراء عليه. وكل ما في الأمر أنه لم يكتب الفاتحة في مصحفه اتكالا على شهرتها وعدم الخوف عليها من النسيان حتى تكتب. وكذلك القول في المعوذتين. وقيل : إنه لم يكن يعلم أول الأمر أن المعوذتين من القرآن ، بل كان يفهم أنهما رقية يعوّذ بهما الرسول الحسن والحسين ومن هنا جاءت روايات إنكاره أنهما من القرآن. ثم علم بعد ذلك قرآنيتهما. ومن هنا جاءت الروايات عنه بقرآنيتهما. كما سقناه بين يديك عن أربعة من القراء السبعة بأسانيد هى من أصح الأسانيد المؤيدة بما تواتر واستفاض ، وبما أجمعت الأمة عليه من قرآنية الفاتحة والمعوذتين ، منذ عهد الخلافة الراشدة إلى يوم الناس هذا.
أما بعد فيصح أن نعتبر ما كتب في هذا الموضوع هنا كلاما على الشبهة الأولى التى أثيرت فيه.
الشبهة الثانية :
يقولون : إن التواتر في جميع القرآن غير مسلم ، لأن الدواعى التى ذكرتموها في دليل تواتره ، لا تتوافر في جميع أجزاء القرآن. وآية ذلك أن البسملة على رأى من يجعلها من القرآن لا يجرى فيها التحدى ، ولا يتحقق فيها أنها أصل لأحكام ، حتى يكون ذلك من الدواعى المتوافرة على نقلها وتواترها.