قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]

    مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]

    172/575
    *

    إياه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم أقرّهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على استمساكهم هذا ، وحلّ مشكلتهم بأن أعلمهم أن كلّا منهم مصيب ومحسن ، وأن قراءة كل منهم هكذا أنزلت ، وأن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، وأنّ من كفر بحرف منها فقد كفر بها كلها ، وألّا يختلفوا في ذلك فقد أهلك الاختلاف من كانوا قبلهم. وبهذا «قطعت جهيزة قول كلّ خطيب».

    (أمر ثالث) هو أن هؤلاء الذين شايعوا ذلك المذهب ، يلتزمون أن يقولوا : إن اختلاف القراءات الحاصل اليوم ، يرجع كله إلى حرف واحد ، وهكذا شاء لهم رأيهم أن يجعلوا تلك الكثرة الغامرة القائمة الآن حرفا واحدا ، على ما بينها من اختلاف في الوجوه والأنواع وعلى رغم أن من القراءات الحاضرة ما يكون وجه الاختلاف فيه ناشئا عن وجود ألفاظ مترادفة في كلمة واحدة ومعنى واحد ، ومنها ما هو من لغات قبائل مختلفة ؛ كما نصّ على ذلك السيوطى في النوع السابع والثلاثين. ونقلنا منه شيئا من موضع آخر من هذا المبحث.

    ولدينا دليل مادىّ أيضا على بقاء الأحرف السبعة جميعا ، هو بقاء التيسير والتخفيف ، وتهوين الأداء على الأمة الإسلامية الذى هو الحكمة في الأحرف السبعة.

    فها نحن أولاء لا نزال نشاهد عن طريق القراءات المختلفة القائمة الآن سبيلا سهلا قد وسع كافّة الشعوب المسلمة ، سواء منها الأمم العربية وغير العربية ، والحمد لله على دوام فضله ورحمته ، وبقاء تخفيفه وتيسيره. وغفر الله لأولئك الأعلام الذين أخطئوا إصابة المرمى ، فقد اجتهدوا وللمجتهد أجر وإن أخطأ ، ونسأل الله التوفيق والسداد ، آمين.