القول العاشر
أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب ، بمعنى أن القرآن لا يخرج عن سبع لغات من لغات العرب ، وهى لغة قريش ، وهذيل ، وثقيف ، وهوازن ، وكنانة ، وتميم ، واليمن ، وهى أفصح لغات العرب. قال بعضهم : هذا أصحّ الأقوال وأولاها بالصواب ، وهو الذى عليه أكثر العلماء ، وصححه البيهقى ، واختاره الأبهرى ، واقتصر عليه صاحب القاموس.
وقال أبو عبيد : «ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات ، بل اللغات السبع مفرقة فيه ، فبعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم. قال : وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيبا» وقيل في عد القبائل السبع آراء أخر.
ويدفع هذا القول على جميع آرائه بأمرين : (أحدهما) أن في القرآن الكريم ألفاظا كثيرة من لغات قبائل أخرى غير السبعة التى عدوّها.
مثل كلمة «سامدون» فى قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) فإنها بالحميرية. ومثل كلمة «خمرا» فى قوله : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) فإنها بلغة أهل عمان لأنهم يسمون العنب خمرا (أى حقيقة لا مجازا). ومثل كلمة «بعلا» فى قوله تعالى : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) أى ربّا بلغة أزد شنوءة. ومثل كلمة «لا يلتكم» أى لا ينقصكم في قوله تعالى : (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) فإنها بلغة بنى عبس. ومثل كلمة «فباءوا» بمعنى استوجبوا في قوله تعالى : (وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) فإنها بلغة جرهم. ومثل كلمة «رفث» بمعنى جماع في قوله تعالى : (فَلا رَفَثَ) فإنها بلغة مذحج. ومثل كلمة «تسيمون» بمعنى ترعون في قوله تعالى : (فِيهِ تُسِيمُونَ) فإنها بلغة خثعم ، إلى