١ ـ أدلة نزول القرآن على سبعة أحرف
لا سبيل إلى الاستدلال على هذا إلا مما صح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولقد جاء هذا النقل الصحيح من طرق مختلفة كثيرة ، وروى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف عن جمع كبير من الصحابة. منهم عمر ، وعثمان ، وابن مسعود وابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو بكر ، وأبو جهم ، وأبو سعيد الخدرى ، وابن طلحة الأنصارى ، وأبىّ بن كعب ، وزيد بن رقم ، وسمرة بن جندب ، وسلمان بن صرد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعمرو بن أبى سلمة ، وعمرو بن العاص ، ومعاذ بن جبل ، وهشام بن حكيم ، وأنس ، وحذيفة ، وأم أيوب امرأة أبى أيوب الأنصارى ، رضى الله عنهم أجمعين. فهؤلاء أحد وعشرون صحابيا ، ما منهم إلا رواه وحكاه.
وروى الحافظ أبو يعلى في مسنده الكبير أن عثمان رضى الله عنه قال يوما وهو على المنبر : «أذكر الله رجلا سمع النبى صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف» لما قام. فقاموا حتى لم يحصوا ، فشهدوا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«أنزل القرآن على سبعة حروف كلها شاف كاف». فقال عثمان رضى الله عنه : «وأنا أشهد معهم».
وكأن هذه الجموع التى يؤمن تواطؤها على الكذب هى التى جعلت الإمام أبا عبيد ابن سلّام يقول بتواتر هذا الحديث. لكنك خبير بأن من شروط التواتر ، توافر جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب في كل طبقة من طبقات الرواية. وهذا الشرط إذا كان موفورا هنا في طبقة الصحابة كما رأيت ، فليس بموفور لدينا في الطبقات المتأخرة وهاك طائفة من تلك الأحاديث نسوقها إليك استدلالا من ناحية ، وتنويرا في بيان المعنى وإقامة لمعالم الحق فيه من ناحية ثانية :