مشكل. وحتى اضطرّ جماعة من كبار المحققين أن يفردوه بالتأليف قديما وحديثا ، ما بين العلّامة المعروف بأبى شامة في القرن السابع الهجرى ، والعلّامة الشيخ محمد بخيت في القرن الرابع عشر.
أضف إلى ذلك أن الخطأ في هذا الباب قد يتّخذ منه أعداء الإسلام سبيلا عوجا إلى توجيه المطاعن الخبيثة إلى القرآن ، كما وقعت أو وقع علىّ كتاب لمن يدعون أنفسهم مبشرين ، أسموه «مباحث قرآنية» وجعلوا موضوع الجزء الأول منه «هل من تحريف فى الكتاب الشريف»؟ وتصيدوا فيه من الآراء المزيفة ما الحقّ منه برىء ، «وهمّوا بما لم ينالوا».
ونحن نستعين الله ونستهديه ، أن يخلّص لنا الورد من الشوك في هذا الموضوع الشائق الشائك ، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا :
وسنجول في هذا الميدان ـ إن شاء الله ـ جولات عدة ، نتحدّث فيها عن أدلة نزول القرآن على سبعة أحرف ، وعن شواهد بارزة في هذه الأحاديث الواردة ، بينها فوائد كثيرة لاختلاف الحروف والقراءات ، وعن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف وعن الوجوه السبعة في المذهب المختار ، وعن تحقيق النسبة بين المذهب المختار وأشباهه ، وعن وجوه اختيار هذا المذهب ، وعن دفع الاعتراضات الواردة عليه ، وعن بقاء هذه الأحرف السبعة في المصاحف ، وعن الأقوال الأخرى وتفنيدها ، وعن دفع إجمالى للأقوال الأخيرة منها ، ثم نختتم المبحث بعلاج الشبهات الواردة على هذا الموضوع : والله المستعان.