تقرّر الأشياء وانتقاشها في الذهن ، وسهولة استذكارها عند استذكار مقارناتها في الفكر ، وذلك هو قانون تداعى المعانى ، المقرّر في علم النفس.
٣ ـ طريق معرفة سبب النزول
لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح ، روى الواحدى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اتّقوا الحديث إلّا ما علمتم فإنّه من كذب علىّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار. ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوّأ مقعده من النّار»
. ومن هنا لا يحلّ القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها ا ه.
وعلى هذا فإن روى سبب النزول عن صحابيّ فهو مقبول ، وإن لم يعتضد أى لم يعزّز برواية أخرى تقوّيه. وذلك لأن قول الصحابى فيما لا مجال للاجتهاد فيه ، حكمه حكم المرفوع إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ؛ لأنه يبعد كل البعد أن يكون الصحابى قد قال ذلك من تلقاء نفسه ، على حين أنه خبر لا مردّ له إلا السماع والنقل ، أو المشاهدة والرؤية.
أما إذا روى سبب النزول بحديث مرسل ، أى سقط من سنده الصحابىّ وانتهى إلى التابعى ، فحكمه أنه لا يقبل إلا إذا صحّ واعتضد بمرسل آخر وكان الراوى له من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة ، كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير.
٤ ـ التعبير عن سبب النزول
تختلف عبارات القوم في التعبير عن سبب النزول. فتارة يصرّح فيها بلفظ السبب فيقال : (سبب نزول الآية كذا) وهذه العبارة نصّ في السببية لا تحتمل