إعدادات
مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]
مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :الشيخ محمّد عبدالعظيم الزرقاني
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :575
تحمیل
سببها أن اوس بن الصامت ظاهر من زوجته خولة بنت حكيم بن ثعلبة ، والحكم الذى تضمّنته هذه الآيات خاص بهما وحدهما (على هذا الرأى) ، أما غيرهما فيعلم بدليل آخر قياسا أو سواه. وبدهى أنه لا يمكن معرفة المقصود بهذا الحكم ولا القياس عليه إلا إذا علم السبب. وبدون معرفة السبب تصير الآية معطّلة خالية من الفائدة.
(الفائدة الخامسة) معرفة أن سبب النزل غير خارج عن حكم الآية إذا ورد مخصّص لها. وذلك لقيام الإجماع على أن حكم السبب باق قطعا. فيكون التخصيص قاصرا على ما سواه. فلو لم يعرف سبب النزول لجاز أن يفهم أنه مما خرج بالتخصيص ، مع أنه لا يجوز إخراجه قطعا للإجماع المذكور. ولهذا يقول الغزالى في المستصفى : (ولذلك يشير إلى امتناع إخراج السبب بحكم التخصيص بالاجتهاد) غلط أبو حنيفة رحمهالله في إخراج الأمة المستفرشة من قوله صلىاللهعليهوسلم (الولد للفراش). والخبر إنما ورد في وليدة زمعة إذ قال عبد بن زمعة : هو أخى وابن وليدة أبى ، ولد على فراشه. فقال عليه الصلاة والسلام ، (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فأثبت للأمة فراشا وأبو حنيفة لم يبلغه السبب ؛ فأخرج الأمة من العموم» ا ه.
(الفائدة السادسة) معرفة من نزلت فيه الآية على التعيين ؛ حتى لا يشتبه بغيره ، فيتهم البرىء ويبرّأ المريب (مثلا). ولهذا ردّت عائشة على مروان حين اتّهم أخاها عبد الرحمن ابن أبى بكر بأنه الذى نزلت فيه آية (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) الخ من سورة الأحقاف. وقالت : (والله ما هو به ، ولو شئت أن أسمّيه سمّيته» إلى آخر تلك القصة.
(الفائدة السابعة) تيسير الحفظ ، وتسهيل الفهم ، وتثبيت الوحى ، فى ذهن كل من يسمع الآية إذا عرف سببها. وذلك لأن ربط الأسباب بالمسببات ، والأحكام بالحوادث ، والحوادث بالأشخاص والأزمنة والأمكنة. كل أولئك من دواعى