أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ) والانتظار (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) وما ينظر هؤلاء
والمهلة (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) وانظرنا نخبرك اليقينا والرحمة انظر إلي نظر الله إليك وفلان ينظر لفلان وهو حسن النظر له (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) والإهلاك نظر الدهر إلى بني فلان قال الشاعر : نظر الدهر إليهم فاضمحلوا. والتحديق نحو الشيء طلبا للرؤية لأنهم يثبتون النظر دون الرؤية قولهم نظرت إلى الهلال فلم أره وما زالت أنظر إليه حتى رأيته وانظر حتى ترى ولو لا أني كنت أنظر لما رأيته ونظرت إليه فوجدته جالسا ولا يقال نظرت إلى زيد متعريا كما يقال رأيته متعريا والله تعالى رأى ولا يقال ناظر لأن النظر تقليب الحدقة الصحيحة نحو المرئي لطلب الرؤية ونظرت إليه نظر راض ونظر غضبان ونظرا شزرا ونظر بمؤخر عينه وقد أحد إليه النظر ينظرون إليك نظر المغشي عليه.
والنظر يتعدى بإلى والرؤية وأمثالها بنفسها يقال نظرت إليه ورأيته قال الله تعالى (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) والقول بذلك يؤدي إلى مناقضة قوله (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) إذ ذاك عموم لا تخصيص فيه ولأنه تمدح به كما تمدح بقوله (وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) فهو إذا جار في عموم الأوقات مجراه لأن زوال ما يوجب المدح نقص ولا يجوز (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) لها لأن التخصيص لا يقع إلا بما يشتبه الأمر فيه فكيف بما لا يقتضيه ونمط هذه الآية وما يتعقبه لا ينبئ عنه ويبطله لأنه قال في نقيضه (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) الآية فلما أوجب الكفار خوف العقاب دون المنع من الرؤية ليتشاكل المعنيان لأنه لو قال إن المؤمنين يرونني والكافرين أعذبهم لم يكن متشاكلا في المعنى بل كان معيبا عند البلغاء وقال الصاحب بن عباد ناظرة إلى ربها أي نعمة ربها لأن الآلاء النعم وفي واحدها أربع لغات يقال ألى مثل قفا وإلى مثل معا وألي مثل رمي وألي مثل حسبي |