قوله سبحانه :
(وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) سَأَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْبَاقِرَ ع فَقَالَ غَضَبُ اللهِ عِقَابُهُ يَا عَمْرُو وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ اللهَ يُغَيِّرُهُ شَيْءٌ فَقَدْ كَفَرَ إِنَّمَا يَغْضَبُ الْمَخْلُوقُ الَّذِي يَأْتِيهِ الشَّيْءُ وَيَسْتَفِزُّهُ وَيُغَيِّرُهُ عَنِ الْحَالِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا إِلَى غَيْرِهَا فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يُغَيِّرُهُ الْغَضَبُ وَالرِّضَا وَيَزُولُ مِنْ هَذَا إِلَى هَذَا فَقَدْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِ. وسُئِلَ الصَّادِقُ ع هَلْ لِلَّهِ رِضًا وَسَخَطٌ فَقَالَ نَعَمْ وَلَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا يُوجَدُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ غَضَبُ اللهِ عِقَابُهُ وَرِضَاهُ ثَوَابُهُ.
قوله سبحانه :
(فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد معنى (آسَفُونا) أغضبونا لأن الله تعالى يغضب على العصاة بمعنى أنه يريد عقابهم والأسف في الأصل الغيظ من المغتم إلا أنه هاهنا بمعنى الغضب.
قوله سبحانه :
(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) قال ثعلب معناه يا حسرة عليهم لا علينا ولا على رسلنا.
قوله سبحانه :
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) إنما سمي الهوى إلها من حيث إن العاصي يتبع هواه ويرتكب ما يدعوه إليه وقال الحسن معناه اتخذ إلهه بهواه لأن الله تعالى يعرف بحجة العقل لا بالهوى وقال ابن عباس معناه أفرأيت من اتخذ دينه بهواه لأنه يتخذه بلا برهان وقال ابن جبير كانوا يعبدون العزى فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر.
قوله سبحانه :
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي أخبر بما يقوم مقام الشهادة من الدلالات الواضحة والحجج اللائحة على وحدانيته من عجيب خلقه ولطيف حكمته فيما خلق ويقال (شَهِدَ اللهُ) أي علم الله وقال أبو عبيدة أي قضا الله (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا