وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ).
قوله سبحانه :
(وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أي ليس الله بساه عن كتمان الشهادة التي لزمكم القيام بها لله تعالى أعني أول الآية (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) وقيل إنه على عمومه والمعنى أنه لا يخفى عليه شيء من المعلومات لا صغيرها ولا كبيرها فكونوا على حذر من الجزاء على السيئات بما تستحقونه من العقاب.
قوله سبحانه :
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) والذكر بعد النسيان قلنا الذكر حضور المعنى في النفس ومعناه فاذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي اذكروني بالشكر أذكركم بالثواب اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة ونحو ذلك.
قوله سبحانه :
(ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ) قال الطوسي نكلمك به كما يقال أنشأ زيد الكتاب وتلاه عمرو وقال الجبائي يتلوه عليك بأمرنا جبريل.
قوله سبحانه :
(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) اختلفوا هل يجوز أن يوصف الله تعالى بأنه مستطيع أم لا فقال بعضهم يجوز لقوله (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) وقال آخرون لا يجوز لأنه يوهم الحال.
قوله سبحانه :
(أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) اللعنة الإبعاد من رحمة الله عقابا على معصيته فلذلك لا يجوز لعن البهائم ولا من ليس بعاقل من المجانين والأطفال لأنه سؤال العقوبة لمن لا يستحقها فمن لعن حية أو عقربا أو نحو ذلك ممن لا معصية له فقد أخطأ لأنه سأل الله عزوجل ما لا يجوز في حكمته فإن قصد بذلك الإبعاد لا على وجه العقوبة كان ذلك جائزا.