الصفاتية إذ قالوا ليس في المصحف قرآن وإنما القرآن قائم بذات الباري وقال
الله تعالى (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ).
فاعتقده
الإمامية والذكر القرآن قوله في عقبه (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) وقوله (هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ
أَنْزَلْناهُ) وقوله (إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) المنزل المحفوظ لا يكون إلا محدثا لأن القديم لا ينزل
ولا يحتاج إلى حفظ وقد سماه الله تعالى في المصحف بمائة اسم سأذكرها في أسباب نزول
القرآن إن شاء الله كل اسم يدل على حدوثه منها (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي
أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) عبارات عن الجمع والجمع انضمام الشيء إلى غيره (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ) (قادِرٌ عَلى أَنْ
يُنَزِّلَ آيَةً) (وَنَزَّلْناهُ
تَنْزِيلاً) المنزل لا يكون قديما والتنزيل إنزال شيء بعد شيء وهو
من صفات المحدث (إِنَّا جَعَلْناهُ
قُرْآناً) (وَلكِنْ جَعَلْناهُ
نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ) (وَكانَ أَمْرُ اللهِ
مَفْعُولاً) والمجعول المفعول هو المحدث (نَزَّلَ الْفُرْقانَ وَقُرْآناً
فَرَقْناهُ) (أَنْزَلَ عَلى
عَبْدِهِ الْكِتابَ) مفصلا لنزوله متفرقا (ما نَنْسَخْ مِنْ
آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) (آياتٌ مُحْكَماتٌ
هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه كيف يكون قديما (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ
اللهِ قِيلاً) القول لا يقدم على قائله ولا يقارنه بل يكون بحسب
اختياره (وَلَقَدْ آتَيْناكَ
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) (أُبَلِّغُكُمْ
رِسالاتِ رَبِّي) (تُتْلى عَلَيْكُمْ) الرسالة والتلاوة وإعطاء السبع المثاني دلالة على حدوثه
(إِنَّا سَنُلْقِي
عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) الإلقاء والثقل من صفات الحدوث (قُرْآناً عَرَبِيًّا بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ) والعربي من زمن إسماعيل والعربية محدثة ومن زعم أن الله
عربي كفر وما كان غير الله فهو محدث (وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللهِ) دلالة على حدوثه (مَرْفُوعَةٍ
مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) وصفه بالرفعة والطهارة وأنه بأيدي سفرة (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ
مَحْفُوظٍ) فلو كان قديما لكان قبل اللوح (طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ) وصفه بأنه إنما يظهر بالقراءة والكتابة (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) القديم لا يمس (وَكَلَّمَ اللهُ
مُوسى تَكْلِيماً) يدل على حدوثه من حيث إنه كلم موسى خاصة دون غيره من
الأنبياء وكلمه في وقت دون وقت ولو كان قديما لم يكن في ذلك اختصاص (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً
وَعَدْلاً) في الآية دلالة على أنه محدث لأنه وصفه بالتمام والعدل
وذلك لا يكون إلا حادثا (وَهذا ذِكْرٌ
مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) وصفه بالإنزال وبأنه مبارك يتبرك به وذلك من صفات
المحدثات (فَلْيَأْتُوا
بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) بين أن له مثلا (ما كانَ حَدِيثاً
يُفْتَرى) يدل على