القرآن ولم يؤت به وإنما اختص به محمد ع كتب الله كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل واختلاف اللفظين جائز قال وألقي قولها كذبا وميتا والكتاب عبارة عن التوراة والفرقان انفراق البحر لموسى ع والفرقان الفرق بين الحلال والحرام والفرقان بين موسى وأصحابه المؤمنين وبين فرعون وأصحابه الكافرين كالنجاة والهلاك والفرقان المنزل على نبينا ع والتصديق والإيمان بالفرقان الذي هو القرآن لأن موسى كان مؤمنا بمحمد وبما جاء به وساغ حذف القبول والإيمان والتصديق وإقامة الفرقان مقامه كما ساغ في قوله (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) والفرقان القرآن وتقدير الكلام وإذ آتينا موسى الكتاب الذي هو التوراة وآتينا محمدا القرآن فحذف ما حذف كما قال الشاعر : علفتها تبنا وماء باردا وقال الآخر يا ليت بعلك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا وَقَالَ الصَّادِقُ ع الْقُرْآنُ جُمْلَةُ الْكِتَابِ وَالْفُرْقَانُ الْمُحْكَمُ الْوَاجِبُ الْعَمَلُ بِهِ.
قوله سبحانه :
(وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) ثم قال (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) المعنى والله أعلم أن الله تعالى خص موسى بكلام خلقه على هذه الصفة ما لم يخص به أحد من أنبيائه.
قوله سبحانه :
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) والهزء اللعب والسخرية ولا يجوز أن يقع من أولياء الله تعالى فيما يؤدونه هزو ولا لعب فظنوا به ظن سوء لجهلهم بالحكمة فقال موسى عند ذلك (أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) يعني من السفهاء الذين يرون على الله الكذب والباطل.
قوله سبحانه :
(وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى) الآية إنما ولى منها موسى للبشرية لا أنه شك في كونها معجزة له لا تضره فقيل (لا تَخَفْ) نداء من الله تعالى لموسى ونهي له عن التخوف وقال له إنك مرسل و (لا يَخافُ لَدَيَ