حُدُودَ اللهِ) وقوله (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) وقالوا الغلام كان كافرا مستحقا للقتل فخشي الخضر ع أي خاف إدخال أبويه في الكفر وتزيينه لهما وقالوا الخشية الكراهية يقال فرقت بين الرجلين خشية أن يقتلا فالتأويل بمعنى العلم لا يمتنع أن يضاف العلم إلى الله تعالى ثم إن موسى ع إنما استقبح على البديهة قتل الغلام لأنه لم يعرف الوجه الذي هو علة حسنة ولو علم ذلك لعلم حسن القتل وقبح السفينة.
قوله سبحانه :
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ) إنما عنى بالمسكنة عدم الناصر كما يسمى من كان كثير المال واسع الحال مسكين ومستضعف وَقَالَ النَّبِيُّ ع مِسْكِينٌ مِسْكِينٌ رَجُلٌ لَا زَوْجَةَ لَهُ.ثم إن السفينة للبحري الذي لا يتعيش إلا بها كالدار التي يسكنها الفقير هو وعياله ولا يجد سواها فهو مضطر إليها فإن انضاف إلى ذلك أن يشاركه جماعة في السفينة حتى يكون منها الجزء اليسير كان أظهر فقرا ثم إن لفظة المساكين قد قرئت بالتشديد ومعناه البخلاء.
قوله سبحانه :
(لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ) أي بما تركت نحو قوله (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) قال ابن عباس لا تؤاخذني بما فعلته مما يشبه النسيان فسماه نسيانا للمشابهة كما قال المؤذن لإخوة يوسف (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) ثم إنه ليس النسيان بعجيب مع قصر المدة فإن الإنسان قد ينسى ما قرب زمانه لما يعرض له شغل القلب
فصل
قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) ليس فيها ما قرفوه به والصحيح أن بني إسرائيل لما مات هارون قرفوه بأنه قتله لأنهم كانوا إلى هارون أميل فبرأه الله من ذلك وأمر الملائكة بأن حملت هارون ميتا ومرت به على محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ومبرئة لموسى ع من قتله وروي أن موسى نادى أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتله فقال لا ثم عاد.
قوله سبحانه :
(وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) والفرقان هو