به عليهم أو يعني به يوم القيامة كقوله في فرعون (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) وقول النبي ع في إمرئ القيس بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار.
قوله سبحانه :
(وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) قال البلخي أي سميناهم بذلك عقوبة على كفرهم ونقض ميثاقهم وقال في قوله (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) أراد بذلك أنهم سموا لله شريكا ويجوز أن المراد أن الله تعالى بكفرهم لم يفعل بهم اللطف الذي ينشرح به صدورهم كما يفعل بالمؤمن وذلك مثل قولهم أفسدت سيفك إذا ترك تعاهده وجعلت أظافيرك سلاحك إذا لم تقصها وجعلته بحيث لا يفلح أبدا وجعلته ثورا وحمارا وقوله (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) لا يدل على أنه جعل قلوبهم قاسية ليحرفوا بل يحتمل أن يكون كلاما مستأنفا ويمكن أن يكون حالا لقوله (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) ... (يُحَرِّفُونَ) أي محرفين.
قوله سبحانه :
(وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً) وقوله (لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا) لا حجة لهم فيه لأن الجعل لفظ مشترك كما بيناه وإذا ضيف جعل الشيء إلى الله تعالى إذا وقع من الأرض تخلية بينه وبينه أو بينه وبين ما يحصل عنده كما يقول أحدنا جعلتني ذليلا إذا خلى بينه وبين من أذله.
قوله سبحانه :
(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) معناه جعله بحكمه فكأنه مكتوب فيه وقال الحسن ثبت الإيمان في قلوبهم بما فعل فيهم من الألطاف وقيل جعل فيها كتابة على سبيل العلامة للفرق بين المؤمن والكافر كما فعل الطبع والختم لخلق الكافر وخلق الإيمان في قلوبهم لا يسمى كتابة حقيقة ومجازا.
قوله سبحانه :
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا) قال الحسن أي كل ما يصيبنا من خير أو شر فهو مما كتبه الله في اللوح المحفوظ من أمرنا وقال الجبائي والزجاج أي (لَنْ يُصِيبَنا) في عاقبة أمرنا (إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا) في القرآن من النصر الذي وعدنا وقال البلخي يجوز أن يكون كتب بمعنى