لَيَطْغى) والطاغية الجبار العنيد ولو تعلق يعمهون بيمدهم لقال يعمهوا ومعنى الآية أنه تركهم في الكفر فلم يعصمهم بالعصمة التي عصم بها المؤمنين لما عرفهم وبين لهم الكفر من الإيمان فاعتصموا بما عرفهم الله من دينه.
قوله سبحانه :
(وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) استدل أبو علي بهذه الآية أنه متى كان في معلوم الله أنه لو آتاهم الآيات التي طلبوها لآمنوا عندها وجب أن يفعلها بهم ولو لا أن ذلك كذلك لم يحتج على العباد في منعه آياتهم التي طلبوها إني إنما منعتهم إياها لأنهم كانوا لا يؤمنون ولو آتيتهم إياها لقالوا (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) وهذا دليل على وجوب اللطف.
فصل
قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) لم يقل لأجل الإصغاء أو لأجل كذا وقوله (وَلِتَصْغى) عطف وليس بجواب لقوله (جَعَلْنا) ولا تعلق للخصم فيه إذ ليس شيء منها يحدث عما علقه به على مذهبهم وإنما يصح على مذهبنا.
قوله سبحانه :
(إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) معناه أنا حكمنا بذلك لأنهم يتناصرون على الباطل.
قوله سبحانه :
(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) أي حكموا بذلك حكما باطلا.
قوله سبحانه :
(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) جعل على وجوه الخلق (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) والأمر (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ) والحكم بالشيء (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ) والاتخاذ (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وبمعنى الآية أنه وصفهم بذلك وحكم