نسب إليها وبمعنى الحكم عليه بالضلال والتسمية أضله فلان أي سماه ضالا مثل أكفره إذا نسب عليه قال الكميت : فطائفة قد أكفروني بحبكم وقوله (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) الآية وقوله (أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ) وبمعنى الوجدان أضللت فلانا قوله (أَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) وبمعنى أن تفعل ما عنده يضل العبد أو لأجله فينسب ضلاله إلى نفسه كقوله (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) ولا فعل للأصنام وبمعنى تشديد الامتحان مثل أن يسأل الرجل شيئا نفيسا فإذا بخل به قيل له قد بخلك فلان يريدون به عيب المسئول لا السائل ويقولون أفسدت فضتك في النار أي فسادها عند محنته وقوله (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ) إلى قوله (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ) بين أن إضلاله للعبد يكون على هذا الوجه من إنزاله آية متشابهة أو تكليفه إياهم أمرا لا يعرفون الغرض فيه وبمعنى الصد عن الخير والرشد والدعاء إلى الفساد مثل قوله (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ) وقوله (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) إلى قوله (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) يعني بضرب المثل ثم قال (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) ولا خلاف أنه لا يضل بضرب المثل أحدا وإنما يضل المكلف عند ذلك وبمعنى الحرمان قوله (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ) ويتعدى لفظة أضل إلى مفعولين وهو يأتي مع أداة وبغيرها فيقال أضله الطريق وعن الطريق قوله (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) وقوله (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) فهذا الإضلال بمعنى الإعراض عن الحق وإذا كان الضلال لفظا مشتركا فلا يجوز أن ينسب إليه أقبحها وهو ما أضافه إلى الشيطان بل ينبغي أن ينسب أحسنها وأجملها وليس شيء من هذا الجنس مضافا إلى الله تعالى لأنه ليس فيه أنه أضل عن الدين أو عن الحق وإنما يجيء مطلقا غير مقرون بما ضل عنه كقوله (يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) وقولهم أضله الله جائز بمعنى العذاب والإهلاك والحكم والتسمية والوجدان والمصادفة وبمعنى أن يفعل ما يضل العبد فيضيفه إلى نفسه ولا يجوز بمعنى خلق الضلال فيه أو خلق ما يوجبه من قدرة وغيره كما يقول المجبرة وعند بعضهم يجوز أن يضل بمعنى التلبيس وعند بعضهم يجوز أن يضل عن الدنيا ابتداء قال بعضهم لا يجوز ابتداء وكلها باطل من وجوه وذلك أنه لا يقال في اللغة أضله بمعنى خلق فيه الضلال أو خلق فيه ما يوجب الضلال ولا سائر أقوالهم لأن العرب تقول أضله فلان عن الطريق إذا لبس عليه بشبه ولا يقال لمن رد غيره عن الطريق قهرا إنه أضله إنما يقال رده وصرفه ونحوهما والإضلال في الدين لا يجوز من الله تعالى بحال لأنه لا يصح التكليف إلا مع البيان والإضلال هو التلبيس