الجنة أو قلت لا يحكم الله بهداهم لأنهم كفار.
قوله سبحانه :
(لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ) إنما هو حكاية قول رؤساء المشركين في جهنم لقوله (فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا).
قوله سبحانه :
(فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) قد قلنا إن الهدى المطلق أنما يكون بمعنى البيان أو النجاة وهذه الآية إنما وردت فيمن أعيد بعد الممات ألا ترى إلى أول قوله (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ).
قوله سبحانه :
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) معناه أنه لا يهديهم إلى طريق الجنة والثواب لكفرهم ويحتمل لا يهديهم بمعنى لا يقبل أعمالهم كما يقبل أعمال المهتدين من المؤمنين لأن أعمالهم لا تقع على وجه يستحق بها المدح وقيل لا يحكم بهدايتهم لكونهم كفارا.
قوله سبحانه :
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) إخبار منه تعالى أنه لا يهدي أحدا ممن ظلم نفسه وكفر بآيات الله وجحد وحدانيته إلى الجنة كما أنه يهدي المؤمنين.
قوله سبحانه :
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) أي لا يحكم للفاسق بأنه مهتد ولا يجري عليه مثل هذه الصفة لأنها صفة مدح
فصل
قوله تعالى (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) لم يقل ليس إليك فسقط التعلق وذلك أنه إذ قال عليك كذا فإنما معناه أنه يجب عليك كذا كقوله (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ)