فقال يسوع : يا صاحب لما ذا جئت؟ حينئذ تقدّموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه.
وافق «مرقس» «متّى» في المعنى. وقال «لوقا» : إنّ المسيح قال : يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟! بدل قوله «يا صاحب لما ذا جئت». وزاد : إنّ المسيح خرج إليهم وقال : من تطلبون؟ قالوا : يسوع الناصري ، فقال لهم : أنا هو ، فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. ثم أعاد سؤاله وأعادوا الجواب ، ثم قال : فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون.
٥ ـ ذكر «متّى» أنّهم قبضوا على يسوع ، ثمّ إنّ بطرس استلّ سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه ، حينئذ تركه التلاميذ كلّهم وهربوا. أمّا «مرقس» فلم يذكر هرب التلاميذ. وأمّا «لوقا» فانفرد عن الجميع بأنّ المسيح لمس اذن العبد وأبرأها.
٦ ـ يقول «متّى» : إنّ الذين أمسكوا يسوع مضوا به إلى «قيافا» رئيس الكهنة. وأمّا «يوحنّا» فقال : إنّهم أوثقوه وذهبوا إلى «حنّان» حما «قيافا».
٧ ـ ذكر «متّى» أنّ رؤساء الكهنة والشيوخ والجمع كلّه كانوا يطلبون شهادة زور على يسوع فلم يجدوا ، ومع أنّه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا.
قال الاستاذ النجّار : انظروا إلى هذا الكلام الغلق المتناقض كلّ التناقض ، إذا كانوا طلبوا شهود زور فلم يجدوا فيكف يقول بعد ذلك : «ومع أنّه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا»؟!
٨ ـ المفهوم صراحة من عبارة «متّى» و «مرقس» أنّ المحاكمة كانت ليلا عقب القبض على المسيح ووصوله إلى دار رئيس الكهنة. ولكن «لوقا» و «يوحنّا» جعلا المحاكمة صباحا.
٩ ـ قال «يوحنّا» : وكانت واقفات عند صلب المسيح أمّه واخت أمّه وكلّم المسيح مع أنّه. وقد انفرد «يوحنّا» يذكر هذه العبارة. وأمّا «لوقا» فلم يذكر قرب أحد من معارفه إليه ولم يشر إليهم بكلمة ولم يذكر «مرقس» أحدا من معارفه نظر حادثة الصلب من قريب.